(كونا) -- تشارك الكويت دول العالم غداً إحياء اليوم العالمي للتوعية بمرض (الزهايمر) دعما لمرضاه ومشاركتهم في معاناتهم وهمومهم وتعريف ذويهم بما يجب فعله للتعامل مع الحالات المصابة. والزهايمر داء يصيب المخ ويتطور ليفقد معه الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم وربما يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة وسط غياب العلاج لهذا المرض الخطير حتى الآن في حين تتقدم الأبحاث في هذا المجال بين عام وآخر. ويطلق على هذا المرض أيضا اسم (خرف الشيخوخة) لأن احتمال الإصابة به يزداد مع التقدم بالعمر كما يعرف طبيا بأنه خلل في المخ واكتشفه الدكتور آلويز الزهايمر عام 1906 وانتظر 60 عاما حتى تم اعتباره مرضا و20 عاما أخرى حتى بدأ الباحثون التركيز على مخ المرضى لمعرفة أسبابه والذي يسبب اضطرابا في الذاكرة نتيجة تدمير الخلايا العصبية في المخ لأسباب جينية وبيئية وفيزيولوجية. ومرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعا للخرف لأنه يؤذي المهارات العقلية وحتى الاجتماعية ما يؤدي الى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية وتراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية. وبناء على ذلك يحتاج مرضى الزهايمر وكذلك الأشخاص الذين يتولون رعايتهم إلى دعم العائلة والأصدقاء من اجل النجاح في مقاومة هذا المرض قدر الإمكان وصولا إلى التكيف معه. وقال رئيس كلية جراحة المخ والاعصاب في معهد الكويت للاختصاصات الطبية ورئيس جمعية جراحة المخ والاعصاب الكويتية واستشاري جراحة مخ وأعصاب وآلام الظهر الدكتور يوسف العوضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إن هناك عيادات في الكويت تابعة لأمراض الجهاز العصبي تتولى تشخيص حالات الإصابة بالزهايمر على مستوى عالمي. وأضاف العوضي إن هذه العيادات تقدم الرعاية والعلاج الملائمين وتؤمن للمريض كل ما يحتاج من نصائح وتعليمات لراحته مع أفراد أسرته إضافة إلى بعض التعليمات التي تقدم لأسرة المريض. وأوضح أن الزهايمر عبارة عن مرض يصيب المخ في سن معينة مما يسبب خمولا وتلفا وتقلصا في خلايا المخ الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في الذاكرة والتفكير والنسيان. وذكر أن تقدم العمر (فوق سن ال65) يعد أحد أسباب (الزهايمر) بسبب ترسب بروتينات نشوانية (صفيحات بيتا المطوية) التي تتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية ما يؤخر التيارات العصبية أو يعطلها أو يدمر المسارات العصبية وتكون 50 في المئة عند سن ال85 سنة إضافة إلى أسباب وراثية وأمراض الأوعية الدموية وإصابات الرأس الخطيرة. ولفت إلى أن لمرض الزهايمر ثلاثة أنواع هي (المتأخر) ويكون بعد 65 عاما و(المبكر) تحت ال60 عاما و(العائلي) وهو موروث ونادر موضحا أن هناك 5ر4 مليون مصاب بهذا المرض في الولايات المتحدة ويتوقع أن يصل الى 14 مليونا عام 2050. وذكر أن هناك عدة مراحل لمرض الزهايمر حيث تبدأ المرحلة الأولى بنسيان المريض مواعيده ولا ينتبه الى مرور الوقت ولا يتذكر احداث الماضي القريب والبعض يميل الى العزلة والانطواء ويتفوه بجمل لا معنى محددا لها وينسى الكثير من الكلمات التي يعرفها. وأشار إلى أن المرحلة الثانية لمرض الزهايمر يعجز فيها المريض عن القيام بأمور بسيطة مثل إغلاق أزرار ثيابه وصعوبة فهم الكلمات ويحتاج الى مساعدة كما أنه يعاني نوبات الغضب والاحباط مضيفا أن المرحلة الأخيرة للمرض يعجز فيها المريض عن الأداء الطبيعي في قضاء حاجته ولا يستطيع عمل أبسط الأمور بدون مساعدة. وبين أن مريض الزهايمر عادة ما تتناقص الذاكرة لديه مع عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية إضافة إلى اضطراب في الحكم على الأشياء وبعض التغييرات في الكلام والشخصية وهذه تأخذ سنوات وحتى الآن لا توجد طرق للوقاية من هذا المرض.
مشاركة :