آه.. ما أرق الرياض «تالي الليل»

  • 10/22/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل تخيلت وأنت في السعودية أن تستيقظ يومًا ما وتقرأ إعلانًا عن أوركسترا تشايكوفسكي، أو أن يستيقظ أطفالك ليعلموا أن مدينة ونتر لاند قادمة من لندن؟ بالنسبة لي شخصيًا، لم أتخيل أن أستيقظ يومًا لأجد نفسي أتهيأ للذهاب إلى أمسية للرائع نصير شمة، تبعد عن منزلي خمسة وعشرين كيلومترًا، فما شاهدناه في حفلة الفرقة الكورية وغيرها أثبت أن هذا الشعب يحب الحياة أولا وأنه سيحدث التغيير الذي طالما قوبل بالمنع بحجة أو بأخرى. سيحاصرونك بالأسئلة، هل يرضيك؟ نعم يرضيني، اختر الطريقة المناسبة لك في إدارة حياتك ولا تتدخل في شؤون الآخرين ولا في خياراتهم ولا في طريقة الترفيه التي ينتقونها. بعد سنوات من احتكار الغفوة لعقول الناس واسمحوا لي على هذه الهفوة، انتصر صوت الحياة ولعلني أذكر هنا بعض التعليقات من بعض الدول المجاورة الذين تركوا مشاكل بلادهم وجعلوا من الرياض وموسمه مادة دسمة، أقول للمستشار تركي آل الشيخ: ضع بصمتك وامض. انطلق موسم الرياض في حفل بهيج، أعتبره يومًا تاريخيًا حيث تقام أنشطة وفعاليات لأول مرة، حيث تم الإعلان عن كوميك كون، النافورة الراقصة، معرض مارفال، سينما خارجية، مهرجان خاص لعشاق الأنمي، حدائق ليلية، الحديقة الساحرة، مسرحيات، كل هذه الفعاليات ستزيد حتمًا من جودة الحياة وتخلق نمطًا مدهشًا وجديدًا لحياتنا كسعوديين. الرياض تلك المدينة التي كانت وسيلة الترفيه الوحيدة فيها الأكل والنوم أصبحت المدينة الساحرة بين عشية وضحاها. يقال إن أول فكرة لإزالة غبار التعصب والانغلاق في أمة ما هو تغيير دلالات اللغة المتداولة بين الناس، وهذا ما أكده الفيلسوف الإيطالي لورنزو فالا يقول: إن تحرير الشعوب المستعبدة من نير السلاح أسهل من تحريرها من نير اللغة. ستكون تجاربنا القديمة مادة ثرية تروى لأبنائنا وسنحتفل معهم بتجاربنا الجديدة، الفرص مازالت متاحة للجميع وهذا الجيل هم أكثر حظًا، لم يتبق سوى خوض مرحلة التغيير وبجدية وأهلًا بالتعددية. أخيرًا دعواتي أن ينتشر الترفيه في كل مدينة وقرية كما انتشر التعليم ودامت مدنكم عامرة بالبهجة.

مشاركة :