المشهد الثقافي السعودي .. غياب البنية التأسيسية

  • 1/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في التفاتة سريعة الى المشهد الثقافي السعودي، يمكن القول أن أكثر ما ينقصه هو العمل المؤسس، حيث نرى بوضوح توهج العمل الفردي الإبداعي مقابل غياب شبه تام للمؤسسة الثقافية الرسمية منذ البدايات وحتى اليوم. نشهد غياب “مصانع” الإنتاج الفني والثقافي التي تصقل المواهب والقدرات، مثل الأكاديميات: موسيقى، مسرح، سينما، تشكيل، آداب، نقد.. الخ، إلى جانب غياب البنى التحتية للفعل الثقافي الذي يتشكل محتواه حسب ما تستوعبه تلك البنى من إمكانيات ومعطيات. وفي عدم وجود متاحف ومسارح وصالات عرض بكل أنواعها حسب المتوفر في جميع دول العالم “غنيها و فقيرها” وعلى قلة وندرة المراكز الثقافية والفنية في بلادنا فإننا نرى أن ما هو موجود لدينا يغلب عليه الشكل الإداري والمساحات الفارغة من مضمون محدد، فلم تتهيأ هذه المراكز المحدودة للعمل الثقافي المعاصر خاصة في المسارح الفقيرة التي صممت على هيئة منابر خطابية. من ناحية أخرى لغياب الأكاديميات الثقافية والفنية، نصطدم بقوة مع غياب التخصص العلمي الحديث في الإدارة الثقافية والفنية وهو في رأيي من أشد المخاطر على المشهد الثقافي والفني  فلن نجد من بين منشّطي ومسيّري العمل الثقافي والفني من هو مختص عبر دراسة أكاديمية في المجال، وغالبية من يدير الشأن الثقافي والفني “وحتى المبدعين” ليسوا متفرغين في هذا القطاع. وفي البنية التأسيسية نرى أن الثقافة “من ناحية التنظيم” مفرق دمها بين عدد من المؤسسات، من وزارة التعليم مروراً بالخارجية عبوراً بما تبقى من تركة في وزارة الإعلام ومنها الى وزارة البلديات، وامتداداً مع هيئة السياحة… وهكذا. نعلم أن وزارة الثقافة تشكلت حديثاً، ونعلم مدى تصميمها على تحقيق ما يليق بثقافتنا الوطنية، على الرغم من المصاعب المتراكمة عبر عقود طويلة، إضافة إلى التحديات الثقافية في اللحظة الراهنة، وهنا نراهن على أن الثقافة السعودية أرض معطاءة، جذورها راسخة ومنتجة على الرغم من كل ما واجهته من حصار وتجريف في العقود الثلاثة الماضية، وبمجرد أن تجد قليلاً من الغيث والرعاية، أجزم أنها تحيل القفر الى حدائق على مد البصر. رأي : أحمد الملا a.almulla@saudiopinion.org

مشاركة :