قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد محادثات أجراها مع نظيره الألماني اليوم الأحد (20 سبتمبر/ أيلول 2015) إن الولايات المتحدة ستستقبل 15 ألف لاجئ إضافي من أنحاء العالم العام القادم مما يزيد العدد الحالي إلى 85 ألفاً وسوف يصل العدد عام 2017 إلى مئة ألف لاجئ. وتعكس تصريحات كيري استعداداً متزايداً من جانب واشنطن في المساعدة على التعامل مع موجة ضخمة من المهاجرين السوريين رغم أن هذا العرض يعتبر ضعيفاً مقارنة بمئات الآلاف الذين يتدفقون على أوروبا وخاصة ألمانيا. ولم يفصح كيري عن عدد اللاجئين الإضافيين الذين سيأتون من سورية لكنه وعد بان الولايات المتحدة مستعدة لمد يد العون. وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "سنواصل بالتشاور مع الكونجرس بحث السبل الكفيلة بزيادة هذه الأرقام مع الحفاظ على إجراءات الأمن القوية". تأتي تصريحات كيري استجابة للدعوات التي تطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بمد يد العون بشكل أكبر في مواجهة الأزمة. وكان أوباما قال إن الولايات المتحدة ستستقبل عشرة آلاف سوري على الأقل خلال العام القادم ممن شردتهم الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام. وتجيء هذه التصريحات أيضا قبل القمة الطارئة لقادة دول الاتحاد الأوروبي المقررة في 23 سبتمبر/ أيلول لبحث سبل مواجهة طوفان اللاجئين الذي أغرق المنطقة. وهناك خلافات عميقة بين الدول بشأن من يتعين عليه تحمل مسئولية أكثر من نصف مليون شخص عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا هذا العام وحده مما دفع المجر إلى استخدام مدافع المياه وإقامة سياج من السلك الشائك على حدودها مع صربيا. وتخيم الكثير من المخاوف على المناقشات في أوروبا مثلما هو الحال في الولايات المتحدة التي شهدت تناقصا حادا في عدد اللاجئين المسموح بدخولهم بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وحذر بعض الجمهوريين من أن الإدارة تسمح بدخول إرهابيين محتملين. وانتقدت منظمات إغاثة بشدة خطط واشنطن بالسماح باستقبال عشرة آلاف سوري فقط مع الأخذ في الاعتبار حجم الاقتصاد الأميركي وعدد السكان. وطالبت هذه المنظمات بزيادة عدد من يسمح باستقبالهم إلى عشرة أمثال هذا العدد. ويضغط كيري من أجل بذل جهود جديدة لإيجاد حل سياسي للصراع في سورية ودعا روسيا وإيران اللتان تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد إلى إقناعه بالتفاوض لإنهاء الحرب. وأثناء وجوده في لندن أمس السبت كرر كيري القول بأن الأسد لابد أن يرحل لكنه استدرك قائلاً إن ظروف وتوقيت رحيله يتوقف على المفاوضات.
مشاركة :