هبطت أسعار النفط أمس، إذ يقيم المستثمرون ارتفاع إمدادات منتجين رئيسيين وأثر جائحة فيروس كورونا على طلب الوقود، وفقا لـ"رويترز". وبحلول الساعة 0731 بتوقيت جرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا أو ما يعادل 0.2 في المائة، إلى 63.08 دولار للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أيار (مايو) 59.59 دولار للبرميل منخفضا بمقدار سنت. وكلا العقدين سجلا انخفاضا يتراوح بين 2 و3 في المائة، في الأسبوع الجاري بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على زيادة الإمدادات تدريجيا بواقع مليوني برميل يوميا بين أيار (مايو) وتموز (يوليو). ويتوقع محللون استمرار انخفاض مخزونات النفط العالمية، إذ سيتسارع الطلب على الوقود في النصف الثاني من العام الجاري مع اكتساب انتعاش الاقتصاد العالمي قوة دفع. وقال فيريندرا شوهان المحلل لدى إنرجي أسبكتس "هناك كثير من خفض المخزونات يجري حاليا لذلك فنحن في خضم عملية إعادة موازنة". وتظهر مخاوف من أن تجدد إجراءات العزل العام في أجزاء من العالم لكبح ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 والمشكلات الخاصة بالتطعيمات ربما تغير صورة الطلب على النفط. وأظهرت بيانات رسمية سابقة ارتفاعا كبيرا في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، إلى جانب ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد والتقارير عن تمديد الإغلاق في عديد من الدول، ما أثار مخاوف بشأن الطلب في وقت تتزايد فيه الإمدادات حول العالم. وأكدت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعا كبيرا في مخزون البنزين بمقدار أربعة ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي في حين كان المحللون يتوقعون تراجع المخزون مع تكثيف المصافي للإنتاج قبل موسم عطلة الصيف. وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط، بينما يواصل المستثمرون تقييم خطط تحالف "أوبك بلس" لزيادة الإنتاج تدريجيا بمقدار مليوني برميل يوميا حتى نهاية تموز (يوليو) المقبل. وتستعد "أوبك+" لزيادة الإنتاج الشهر المقبل وسط قراءة جيدة لتطورات السوق ولوضع الطلب العالمي، خاصة مع ارتفاع الاستهلاك المحلي في فصل الصيف، وتحديدا في دول "أوبك"، كما لمست المجموعة انخفاضا متوقعا في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري على مدار العامين الجاري والمقبل. وتتجه الصورة العامة للاقتصاد العالمي إلى التعافي، خاصة مع تميز وتيرة توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة ووجود مؤشرات على علاج الخلل بين العرض والطلب واستعادة التوازن المستهدف في سوق النفط. وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام سيسجل 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام بانخفاض عن توقعات الشهر الماضي عند 11.15 مليون بعد تجميد عميق في شباط (فبراير) الماضي بسبب تعطل وإغلاق مؤقت في صناعة النفط في تكساس بسبب سوء أحوال الطقس، كما خفضت توقعات الإنتاج الأمريكي لعام 2022 بمقدار 100 ألف برميل يوميا. ويعاني الإنتاج الأمريكي ضغوطا واسعة منذ نيسان (أبريل) الماضي، حينما انزلقت الأسعار لأول مرة في تاريخ الصناعة إلى المنطقة السلبية، لكنه استعاد عافيته تدريجيا مع انتعاش الأسعار نتيجة قيود "أوبك+" التاريخية وتعافي الطلب. ورصدت أخيرا زيادات نسبية في الإنتاج الأمريكي، ولكنها لم تصل إلى الوفرة الواسعة السابقة، حيث ارتفعت أنشطة الحفر الأمريكية في الأسبوع الماضي، إلى أعلى مستوى في عام، لكن لا يزال عدد منصات النفط يقف عند نحو نصف ما كان عليه عندما اندلع الوباء، وذلك بحسب بيانات شركة "بيكر هيوز" الدولية. وقال ستيفن إينس كبير استراتيجي السوق العالمية لدى أكسي إنه من المتوقع أن تتداول أسعار النفط في نطاق بين 60 دولارا و70 دولارا في الوقت، الذي يدرس فيه المستثمرون تلك العوامل. وهذا الأسبوع، عقدت قوى عالمية وإيران محادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم مع طهران في 2015، ما قد يمهد الطريق لرفع الولايات المتحدة عقوبات عن صادرات النفط الإيرانية في النصف الثاني من العام الجاري. وقالت حليمة كروفت المحللة لدى "آر.بي.سي" كابيتال في مذكرة هذا الأسبوع "إذ أمكن صياغة إطار عمل شامل في الأسابيع المقبلة، فإن كميات كبيرة من النفط الإيراني ستدخل السوق على الأرجح في النصف الثاني من 2021". وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المائة، إلى 62.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:57 بتوقيت جرينتش، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم شهر أيار (مايو) 14 سنتا، ما يوازي 0.2 في المائة، إلى 59.47 دولار. ودعمت الأسعار بيانات أظهرت أن الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة زادت إلى أعلى مستوى في عامين في شباط (فبراير) وزادت عمليات التوظيف. وجاء ذلك عقب بيانات سابقة أظهرت تحسنا في قطاع الخدمات في كل من الصين والولايات المتحدة. كما تعززت الأسعار بفعل التفاؤل حيال توسع أكبر في حملات التطعيم بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تقديم موعد إتاحة التطعيمات لجميع البالغين في الولايات المتحدة إلى 19 نيسان (أبريل). وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.33 دولار للبرميل، الثلاثاء، مقابل 61.70 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأول، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع تراجع له على التوالي، وإن السلة خسرت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 63.37 دولار للبرميل".
مشاركة :