لندن – قبل أسبوعين من حفلة الأوسكار، حقق "نومادلاند" للمخرجة كلويه جاو الأحد انتصارا في جوائز بافتا السينمائية البريطانية التي ضمت قائمة ترشيحات سعت من خلالها للرد على الانتقادات بشأن نقص التنوع في السنوات الماضية. وفاز فيلم "نومادلاند" في منافسة "بافتا" التي بثت من قاعة ألبرت الملكية في لندن دون جمهور بأربع جوائز: أفضل مخرجة (كلويه جاو) وأفضل فيلم وأفضل ممثلة (فرانسس مكدورماند) وأفضل تصوير سينمائي. يروي الفيلم قصة فيرن (فرانسيس مكدورماند) التي تحزم أمتعتها وتنطلق لاستكشاف الحياة خارج المجتمع التقليدي وتعيش كبدوية مُعاصرة، بسبب الانهيار الاقتصادي الذي لحق بمدينتها في ريف نيفاندا. وأثنت كلويه جاو، وهي ثاني امرأة تفوز بفئة أفضل مخرج في هذه المنافسة، على "المجتمع البدوي الذي استقبلنا بسخاء وشاركنا أحلامه ونضالاته". وتظهر المخرجة التي فاز فيلمها بجائزة "أفضل فيلم درامي" في جوائز غولدن غلوب التي وزعت افتراضيا في نهاية شباط/فبراير، في موقع قوة للأوسكار وقريبة من نيل جوائزه العريقة والمرموقة: فهي مرشحة لأربع جوائز في المنافسة في امر يعتبر سابقة لامرأة. وفاز أنتوني هوبكينز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ذي فاذر" للمخرج الفرنسي فلوريان زيلر الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس. وبعد الحفلة، قال الممثل البالغ 83 عاما من ويلز لصحافيين إنه "فخور" لمشاركته في هذا "الفيلم القوي". وتم تصوير فيلم "ذي فاذر" المقتبس من مسرحية تحمل الاسم نفسه في إنكلترا. وقال المخرج فلوريان زيلر الذي كان يرتدي بزة رسمية في اتصال عبر الفيديو "لقد كان شرفا حقيقيا أن أعمل في بلدكم الذي هو فعلا بلد المسرح". وأضاف "أنا فرنسي لكنني في قلبي أشعر بأنني إنكليزي". – تكريم أنغ لي – وذهبت جائزة بافتا عن فئة أفضل ممثلة مساعدة إلى الكورية الجنوبية يون يوه-جونغ (73 عاما) عن فيلم "ميناري" الذي يروي قصة عائلة أميركية من أصل كوري جنوبي تبحث عن حياة جديدة في الريف. وحاز البريطاني دانيال كالويا (32 عاما) جائزة أفضل ممثل مساعد عن تجسيده دور فريد هامبتون القائد الشاب للحركة الثورية "بلاك بانثر" في فيلم "جوداس أند ذي بلاك ميسايا". ونالت بوكي بكراي جائزة "النجمة الصاعدة" لمشاركتها في فيلم "روكس" الذي يروي قصة مراهقة بريطانية نيجيرية في الخامسة عشرة من العمر تركتها أمها تحاول تخطي صعوباتها مع شقيقها الأصغر، بدعم من صديقات من شرق لندن. وهذا هو الدور الأول لهذه الفتاة التي تحمل الجنسيتين البريطانية والنيجيرية والتي رصدت خلال مشاركتها في تجارب أداء. وسمعت صيحات الفرح في منزل الممثلة عند إعلان فوزرها بالجائزة. وقالت الممثلة الشابة "شكرا لك يا إلهي، شكرا لوالدَي". وتعتبر هذه الجائزة بمثابة عزاء لهذا الفيلم الذي رشّح في سبع فئات، على غرار "نومادلاند". لكن عدد الترشيحات الكبير للفيلم الذي يمجد التنوع الثقافي في لندن، يحمل رمزية كبيرة لجوائز "بافتا" التي واجهت اختياراتها انتقادات في الأعوام الماضية بسبب نقص التنوع. ولم تكن الترشيحات لأفضل فيلم سنة 2020 تضم أي ممثل غير أبيض في الفئات الأربع الرئيسية، كما غابت المخرجات أيضا عن الجوائز. وقالت المخرجة الصينية الأصل كلويه جاو "أحب القيام بما أفعله، وإذا كان ذلك يعني أن المزيد من الأشخاص مثلي يمكنهم أن يحققوا أحلامهم، فأنا ممتنة جدا". وحصلت إيميرالد فينيل على جائزة أفضل سيناريو أصلي عن فيلم التشويق النسوي "بروميسينغ يونغ وومان" الذي فاز أيضا بجائزة بافتا لأفضل فيلم بريطاني. وذهبت جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية إلى فيلم "درانك" للمخرج الدنماركي توماس فينتربرغ، هو يروي تجربة مدمنة كحول. وحصل المخرج أنغ لي على جائزة "بافتا أكاديمي فيلوشيب"، أرفع تكريم في هذه الجوائز، تقديرا لمجمل مسيرته.
مشاركة :