ستوكهولم – توج مهرجان مالمو للسينما العربية في دورته الحادية عشرة فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة أفضل فيلم روائي طويل. ويؤدي ادوار البطولة في الفيلم الممثل السوري يحيى مهايني والفرنسية ديا ليان والبلجيكي كوين دي باو والايطالية مونيكا بيلوتشي. ووصل الفيلم الروائي "الرجل الذي باع ظهره" للقائمة النهائية لجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي والتي تضم خمسة أفلام. وتضم القائمة أفلام "جولة أخرى" من الدنمرك و"أيام أفضل" من هونغ كونغ و"عمل جماعي" من رومانيا و"إلى أين تذهبين يا عايدة" من البوسنة والهرسك. ووصفت كوثر بن هنية اختيار فيلمها ضمن الأعمال المرشحة لجوائز الأوسكار بالحدث التاريخي، وهو يتناول من خلال قصة لاجئ سوري التلاقي العنيف بين عالمَي اللاجئين والفن المعاصر. وتصوّر كوثر بن هنية قصة الشاب السوري سام علي الذي اضطر بعد تعرضه للتوقيف الى الهرب من بلده سوريا الغارق في الحرب. ولكي يتمكن سام من السفر الى بلجيكا ليعيش مع حبيبته فيها، يعقد صفقة مع فنان واسع الشهرة تقضي بان يقبل بوشم ظهره وان يعرضه كلوحة امام الجمهور تم يباع في مزاد مما يفقده روحه وحريته. في أحد مشاهد الفيلم الأكثر رمزية يخاطب الفنان التشكيلي اللاجئ السوري بالقول "سنحول هذا الإنسان الذي لا يحق له السفر إلى سلعة، لأننا في العالم الذي نعيش فيه السلعة أكثر حرية من الإنسان". وحلقت كوثر بن هنية خارج السرب وابتعدت عن الافكار النمطية والقوالب الجاهزة واخذت مسافة من مشاهد الحرب والدمار ومخيمات اللجوء وقوارب الموت، لتطرح قضية اللجوء بطريقة مبتكرة وبعيدة عن السائد وانتقدت التعدي على كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم والآمن بتحويله إلى بضاعة تباع وتشترى عبر اقتحام عالم الفن التشكيلي المعاصر الذي من المفترض ان يكون بوابة للجمال والرقي والبراءة. وقالت كوثر "قصة الفيلم لم تعالج قضية اللجوء بشكل كلاسيكي، بل اقتحمت علم اللجوء من بوابة الفن المعاصر المليء بالبراغماتية والثراء الفاحش لأكشف من خلاله تناقضات شتى". وشارك "الرجل الذي باع ظهره" العام الفائت في مهرجانات افتراضية وحضورية عدة بينها مهرجان البندقية وايام قرطاج السينمائية. وفاز الفلسطيني سليم ضو بجائزة أفضل ممثل من مهرجان مالمو للسينما العربية عن دوره في فيلم "غزة مونامور" للأخوين طرزان وعرب ناصر. وحصلت المغربية نعيمة المشرقي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "خريف التفاح" للمخرج محمد مفتكر. واقتنص السعودي عبدالعزيز الشلاحي جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "حد الطار". ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم. أقام المهرجان حفل الختام وتوزيع الجوائز في مكتبة مالمو المركزية مع اتباع الإجراءات الاحترازية لكبح تفشي فيروس كورونا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة فاز بالجائزة فيلم "الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي. وقد وصل فيلم "الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي إلى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير والتي تضم خمسة أفلام. ومنحت لجنة التحكيم شهادتي تقدير للفيلم المصري "توك توك" إخراج محمد خضر والفيلم السوداني "الست" للمخرجة سوزانا ميرغني. وقدمت بلدية مدينة مالمو، الواقعة في أقصى جنوب السويد، جائزة الجمهور للفيلم المصري "حظر تجول" بطولة إلهام شاهين وأمنية خليل وإخراج أمير رمسيس. وكان المهرجان قد انطلق في السادس من أبريل/نيسان بمشاركة نحو 40 فيلما من 23 دولة وأُقيمت معظم فعالياته عبر المنصات الإلكترونية.
مشاركة :