نما الاهتمام بشكل متزايد حول تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة بشكل كبير، خاصة مع النتائج الاقتصادية التي واجهت العالم من جراء جائحة كوفيد - 19، وتمكن عديد من الشركات من الاستفادة من تقنيات الأتمتة الذكية التي تعد خطوة يجب على الشركات اتخاذها عند تبني استراتيجية "الرقمنة أولا"، وذلك لما تملكه من قدرات على العمل كمحرك رئيس لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد وبناء مهارات المستقبل. وكشفت دراسة بحثية لشركة Automation Anywhere العاملة في مجال الأتمتة الروبوتية للعمليات، أن تقنيات الأتمتة الذكية ستقدم دفعة قوية بمقدار الضعف لاقتصاد المملكة بقيمة 293 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يرفع قيمة الاقتصاد السعودي إلى 1،6 تريليون دولار، وقالت شركة إرنست ويونج إن لدى المملكة الفرصة لدفع الإنتاجية التي تقودها التقنيات من خلال تسريع نشر الأتمتة الذكية، وهي التقنيات التي تدمج بين الأتمتة الروبوتية للعمليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتسرع الجهود نحو التحول الرقمي. وقد نجحت المملكة في إرساء قواعد وأسس قوية لإنجاز رؤية المملكة 2030 من خلال الترويج الفعال للشراكات الخاصة والعامة، حيث تعد هذه "الرؤية" الطموحة بمنزلة إطار عمل استراتيجي لتقليل اعتماد المملكة على النفط وتنويع اقتصادها وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، والبنية التحتية، والترفيه والسياحة. وحدد تقرير نتائج الصادر عن هذه الدراسة البحثية، ثلاثة عوامل أساسية لتمكين عمليات تسريع الأتمتة الذكية، وهي تسريع التحول الرقمي للجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة من خلال زيادة الخدمات السريعة والآمنة عبر تقنيات الحوسبة السحابية، زيادة التدريب والتطوير في مجال المهارات الرقمية، التوجه نحو إنشاء منظومة بيئية متكاملة للشركات الناشئة والمؤسسات والحكومة والأوساط الأكاديمية لتحفيز الابتكار في المملكة. وفي حديث لـ «الاقتصادية» قال ميلان شيث، نائب الرئيس التنفيذي في Automation Anywhere لمنطقة الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، "في السعودية تم تحديد ثلاثة قطاعات ستسهم في زيادة اعتماد الأتمتة في المملكة، وتقسم هذه القطاعات الثلاثة إلى قطاعات فرعية كقطاع خدمات الحكومة ويشمل: التعليم والرعاية الصحية والمرافق وخدمات المواطنين، إلى جانب قطاع الخدمات المصرفية والتأمين ويشمل: البنوك وأسواق رأس المال بمساهمة محدودة من شركات التأمين، إضافة إلى قطاع مواد الطاقة والمعادن ويشمل: النفط والغاز والمعادن والتعدين والطاقة المتجددة والبتروكيماويات". وتابع ميلان "تشكل روبوتات أتمتة العمليات الروبوتية قوة عاملة رقمية يمكنها التفاعل مع أي نظام أو تطبيق، فمثلا، يمكن للروبوتات نسخ ولصق بيانات الويب وشطبها وإجراء الحسابات وفتح الملفات ونقلها وتحليل رسائل البريد الإلكتروني وتسجيل الدخول إلى البرامج والاتصال بواجهات برمجة التطبيقات واستخراج البيانات غير المنظمة. ونظرا لأن الروبوتات قادرة على التكيف مع أي واجهة أو سير عمل، لا حاجة إلى تغيير أنظمة الأعمال أو التطبيقات أو العمليات الحالية من أجل الأتمتة. توفر أتمتة العمليات الروبوتية فوائد قابلة للقياس بالنسبة إلى الأعمال مثل تقليل التكلفة وزيادة الدقة وسرعة التسليم، وتستمر في إضافة قيمة مع شمولها كامل المؤسسة. وتسهم تقنية أتمتة العمليات الروبوتية في تحسين نتائج الأعمال مثل رضا العملاء وتعزز التنافسية من خلال إتاحتها للبشر القيام بما يجيدونه ألا وهو حل المشكلات وتحسين العمليات وإجراء التحليل وغير ذلك من الأعمال ذات القيمة المضافة، ما يؤدي إلى تعزيز مشاركة الموظفين وفرص تحقيق إيرادات جديدة". وأوضح أن تقنيات الأتمتة الذكية هي البرامج التي تتولى أداء المهام المتكررة والبسيطة بطبيعتها ولا تتطلب عادة ذكاء بشريا، وتعد أتمتة العمليات الروبوتية مصطلحا شائع الاستخدام في أتمتة البرامج. فهي طريقة لأتمتة العمليات الروتينية المتكررة كبيرة الحجم وقليلة التعقيد التي تقوم بها برامج الروبوت أو الروبوتات، وعادة ما تؤدي الروبوتات مهام بسيطة ومتكررة من الناحية الهيكلية بمعدل أعلى بكثير ما يمكن للإنسان أن يؤديه وحده، كما أنها تقلل من الأخطاء إلى حد كبير، وفي الأغلب ما تشكل أتمتة العمليات الروتينية أو برامج الروبوت قوة عاملة رقمية لدى الشركات تعمل إلى جانب البشر وتسهم في زيادة الإنتاجية من خلال السماح للموظفين بالتركيز على ممارسة الأنشطة الأهم بدلا من أداء المهام المتكررة والبسيطة. وأشار إلى أن الأتمتة الذكية مزيج بين أتمتة العمليات الروبوتية والذكاء الاصطناعي ونحن نرى أنها قادرة على تعزيز الإنتاجية التي تقودها التكنولوجيا حيث إنها تمكن أتمتة عمليات الأعمال الشاملة وتسرع التحول الرقمي. كما ستؤدي الأتمتة الذكية دورها من خلال التركيز على تدريب وتطوير المواهب المحلية في المجالات الرقمية لتهيئتها لمتطلبات المستقبل. وبالنظر إلى مدى طموحات المملكة، سيأتي استغلال فرصة الأتمتة الذكية بنتائج ملموسة وستكون بمنزلة محفز للنمو يساعد المملكة على تحقيق رؤيتها القائمة على تحويل الاقتصاد والمجتمع وتحسين حياة مواطنيها. وبحسب المعطيات المشمولة في هذه الدراسة، قامت "إرنست ويونج" بإعداد تصور محوسب يرصد تأثير الاعتماد المتنامي على تقنيات الأتمتة في جميع القطاعات الاقتصادية في المملكة، وخرجت بثلاثة تصورات، حيث يمثل التصور الأول "التصور المتفائل" في زيادة تبني تقنيات الأتمتة الذكية 50 في المائة لدى المؤسسات على مستوى المملكة، تضيف 293 مليار دولار أمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي. أما التصور المعتدل فيمثل زيادة تبني تقنيات الأتمتة الذكية 30 في المائة، تضيف 184 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، فيما يمثل التصور المتحفظ زيادة تبني تقنيات الأتمتة الذكية 15 في المائة، تضيف 103 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي.
مشاركة :