يحتل شهر رمضان، بكل ما يتضمنه من معان دينية وروحية، مكانة متميزة لدى الشعراء، فاحتفوا به في أشعارهم، واستلهموا منه القصائد، فما إن يهل الشهر، حتى تغمرنا الأبيات لتطرب الآذان، متغنيته برحماته ونفحاته الروحية، ومحفزة المسلمين على الصيام والقيام وأداء سائر أنواع العبادات بجد واجتهاد.ويعلن الشاعر عبدالرحمن العشماوي سعادته بالشهر الكريم، واصفًا إياه بأنه «تاج الشهور»، مؤكدًا شوق قصائده للترحيب به، ويعدد فضائله وتأثيره على قلوب الصائمين، فيقول:هذا هو الشهر الكريم، أما ترىكيف ازدهى ثمرٌ، ودرَّ حليب رمضان يا تاج الشهور، قصائديشوقٌ إليكَ، ولحنها ترحيبُهربت إليك من انكسار حروفهاولربَّما كشف البلاء هروبُشذَّبتها حتَّى أتتكَ مليحةًإنَّ الغصونَ يَزِينها التشذيبُمن مهبط الوحي المبين بعثتُهاكبلابل يحلو لها التطريبُحملتكَ يا رمضانُ في وجدانهاحبَّاً يطيب لها به التشبيبُما أنتَ إلاَّ نبعُ خيرٍ ترتويمن مائهِ العذب النمير قلوبُويصف ليلة القدر بأنها هدية الشهر إلينا، قائلًا:تأتي هديته إلينا ليلة للقدر فيها العفو والغفرانيا شهرنا الميمون عين قصائدي ترنو إليك وقلبك ولهانأما الشاعر محمد إبراهيم جدع فيصفه بأنه «خير الشهور»، وبأنه شهر السعادة والغفران والتقوى، وقراءة القرآن والذكر:رَمَضَانُ يَا خَيْرَ الشُّهُورِ وَخَيْرَ بُشْرَى فِي الزَّمَانْوَمَطَالِعُ الإِسْعَادِ تَرْفُلُ فِي لَيَالِيكَ الحِسَانْوَمَحَافِلُ الغُفْرَانِ وَالتَقْوَى تَفِيضُ بِكُلِّ آنْوَمَجَالِسُ القُرْآنِ وَالذِكْرِ الجِلِيلِ أَجَلُّ شَانْويؤكد الشاعر محمد حسن فقي سعادته بطعم فمه خلال الصيام، ويصفه بأنه كطعم الجنة، ويصف أيضًا شوقهم لهلال رمضان، وسعادتهم به:رَمَضَانُ فِي قَلْبِي هَمَاهِمُ نَشْوَةٍمِنْ قَبْلِ رُؤْيَةِ وَجْهِكَ الوَضَّاءِوَعَلَى فَمِي طَعْمٌ أُحِسُّ بِأَنَّهُمِنْ طَعْمِ تِلْكَ الجَنَّةِ الخَضْرَاءِمَا ذُقْتُ قَطُّ وَلا شَعُرْتُ بِمِثْلِهِأَفَلا أَكُونُ بِهِ مِنَ السُّعَداءِ؟!وَتَطَلَّعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ نَوَاظِرٌلِهِلالِ شَهْرِ نَضَارَةٍ وَرُوَاءِقَالُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ فَتَهَلَّلَتْبِالبِشْرِ أَوْجُهُنَا وَبِالخُيَلاءِرَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌقَلْبِي فَصُبْحِي مشْرِقٌ وَمَسَاءِويؤكد الشاعر حسين عرب فرحة الكون كله برمضان، وكيف يهب السعادة للحياة كلها، قائلًا:بشرى العوالم، أنت يا رمضانُهتفت بك الأرجاءُ والأكوانُوالشعر والأكوان، وهي عتيةينتابها لجلالك الإذعانُلك في السماء كواكب وضاءةولك النفوس المؤمنات مكانُسعدت بلقياك الحياة وأشرقتوانهل منك جمالُها الفتانُأما أحمد سالم باعطب فيصف كيف تتزين الدنيا بسمائها وأرضها لرمضان، قائلًا: رمضان بالحسنات كفك تزخروالكون في لآلئ حسنك مبحريا موكبًا أعلامه قدسيةتتزين الدنيا له وتعطرأقبلت رحمى فالسماء مشاعلوالأرض فجر من جبينك مسفروبسطت بالقربات مائدة الهدىتلقى بها الأرواح ما تتخيرهتفت لمقدمك النفوس وأسرعتمن حوبها بدموعها تستغفرلأمت بتوبتها جراح ذنوبهاوالنفس تسمو بالصيام وتطهروتشغل صلاة التراويح عقل الشاعر محمود عارف رمضان، الذي يتغنى بفضلها وأثرها على قلب المصلي:رمضان محراب العبادة للورىتغدو به الأرواح أطهر مرتقىفيه التراويح المضيئة مسبحُ للقلب للإيمان لعمر مرققا ساعات عمر الزمان مليئة بالذكر حيث العمر عاد ومحلقاويتعجب الشاعر عبدالله بن سليم الرشيد ممن يمر به رمضان فلا يستغله، ويقول:مر شعبان فلم تحفل بهروحة الملقاة بين الهملعجبًا من أغبر ذي شعثمر بالنهر فلم يغتسلوللشاعر صالح العمري أبيات يبدو فيها حزنه بانتهاء الشهر الفضيل: رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاساأو لمْ تكنْ في أفقنا نبراسالطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْواستأنستْ بجلالِك استئناساأتغيبُ عن مهجٍ تجلّك بعدماأحيا بك الله الكريمُ أُناسافلكلّ نفسٍ في وداعك آهةٌوالعين تدمع والحشاشة تاسىاسمع وداعك في نشيج مُشيّعٍولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
مشاركة :