الأزهر يحسم الجدل الفقهي حول عرض المومياوات الفرعونية

  • 4/14/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع قرب انتهاء متحف الحضارة المصرية من إجراءات عملية تأهيل المومياوات الملكية الفرعونية وتهيئة البيئة الملائمة ودرجات الحرارة لها، تمهيدًا لعرضها على الجمهور يوم 18 أبريل الجاري، أثارت من جديد قضية عرض المومياوات جدلاً فقهياً بين العلماء في مصر بين مُؤّيد ومُعارض. كما أثار إظهار شعر بعض المومياوات الملكية جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للإخواني الهارب وجدي غنيم عن موكب المومياوات الذي أبهر العالم وقوله: «بينقلوا المومياوات لواحدة بشعرها وهي ميتة»، والذي دفع الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي للرد والهجوم عليه، معتبرين أن هذه النوعية من الآراء تدل على فكر الإخوان المُتخلف. وكان الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، قد أصدر فتوى سابقة أثارت جدلاً فقهياً حيث حرم نبش القبور الفرعونية، واستخراج المومياوات منها، وعرضها في المتاحف مقابل حصد الدولارات من زوارها، مؤكداً أن العلماء والفقهاء قالوا «إن قبر الإنسان كحرمة داره أو مسكنه في حياته والقبر مسكن الإنسان». موميا موميا وحسم الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الجدل الفقهي الدائر حول المومياوات الملكية، مؤكداً أن عرض المومياوات في المتاحف لا توجد فيه مخالفة شرعية، خصوصاً أنها لا تُظهر عورات جثث الموتى، وأن عرضها للجمهور نوع من العبرة للعالم كله باعتبار أن هؤلاء الملوك العظماء قدموا حضارة مازالت قائمة حتى يومنا هذا، منوهاً إلى أن القرآن الكريم تحدث في آياته عن الأمم السابقة. وأوضح النجار لـ«الاتحاد» أن عرض المومياوات الملكية واجب شرعي لأنها وسيلة من وسائل نقل العلم والمعرفة والاتعاظ لا تتوفر سواها وسيلة أخرى لنقلها للبشرية المعاصرة إلا بهذا الأسلوب، مؤكداً أنها تُعد نافذة متفردة للقراءة والاطلاع وأخذ الحكمة، ومعرفة كيف استطاع هؤلاء بالعلم وبسنن الله الكونية أن يحافظوا على أبدانهم طوال هذه المدة، ودليل على أن المصريين علموا العالم كله وأنهم استطاعوا أن يحافظوا على تراثهم وتاريخهم وحضارتهم بالوسائل العلمية التي تُحفظ بها الحضارات. وأكد «النجار» أن هؤلاء الملوك كانوا يعملون لدنياهم كما كانوا يعملون لآخرتهم، من خلال المنطق الديني الذي كانوا يؤمنون به وهو منطق الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حيث يؤمنون بالآخرة ويحتاطون لإيمانهم هذا بما صنعوا لأنفسهم من قبور تُخلد أبدانهم إيماناً منهم بأنهم سوف يُبعثون ويحاسبون أمام الله عز وجل. وحول ما قاله وجدي غنيم عن شعر الملكات من المومياوات، قال النجار: «هؤلاء المجرمون مازالوا ينظرون إلى العورة والجنس حتى في هذه المومياوات»، متسائلاً: من يصدق ويحترم هؤلاء المتخلفين؟، مؤكداً أن هذا غنيم الذي يُفتي بالقتل والتدمير والتخريب لا يثق في قوله أحد وهو يرى بتفكيره الشاذ وعقله المريض أن شعر المومياوات على ما هم عليه ورآه الناس يُثير الفتنة.

مشاركة :