«منشد الشارقة» يعود إلى الإمارات بملامح عالمية

  • 9/22/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة - أمل سرور: الدخول إلى عالم الإنشاد يجعلك حتماً تشعر بحالة من حالات السمو والروحانية لم يسبق لها مثيل، فتضبط نفسك متلبساً بالتأمل والصمت والهدوء. الإنشاد فن من الفنون الإسلامية القديمة جداً، الهادف صفته، والعذوبة ملمح أصيل من ملامحه، وعلى الرغم من ندرة استخدام الآلات الموسيقية بشكل كبير فيه، تشعر بأن روحك هائمة مهللة مرفرفة متضرعة. هو فن ينبعث من تلك الحناجر العذبة التي تنشد أجمل القصائد الشعرية مادحة الأنبياء مهللة بالتسبيح. لذلك اهتمت به الشارقة وترجمت اهتمامها إلى برنامج منشد الشارقة، الذي يبلغ هذه العام دورته الثامنة. وفي مبنى مؤسسة الشارقة للإعلام، شهدت الخليج آخر جولات اختبار المنشدين للمشاركة في هذه الدورة التي حققت قبل أن تبدأ المنافسات شعارها هذا العام إلى العالمية. منشد الشارقة انطلق بتوجيهات ودعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لاحتضان المواهب الشابة الإنشادية من بقاع العالم كافة، سواء من الجاليات العربية المُقيمة في هذه البلدان الأجنبية أو من مواطنيها، لتصبح لغة فن الإنشاد الهادف عالمية، ما يفسح مجال التنافس لأكبر عدد ممكن من الأصوات ويغطي أكبر رقعة جغرافية في العالم، لتعميق الرسالة التي يتطلع البرنامج إلى إيصالها. وبعد اختبارات في السعودية، ومصر، وعُمان، والجزائر، وتركيا، والمغرب، والبوسنة والهرسك، وفرنسا، وماليزيا، وإندونيسيا، جاءت المحطة الختامية في الإمارات، وتحديداً في مبنى مؤسسة الشارقة للإعلام. حالة من الهدوء سيطرت على المكان وتوزع العشرات وقد ارتسم على وجوههم القلق والتوتر في انتظار وقفة أمام لجنة التحكيم. نجم الدين هاشم، معد ومنتج البرنامج منذ نسخته الأولى، تحدث أولاً عن منشد الشارقة والرسالة التي يحملها والتطورات التي مر بها عبر النسخ السابقة. وبدأ حديثه قائلاً: كثير من التطور شهده البرنامج، وصحيح أن النسخة الأولى كانت قوية وبعض من القنوات الفضائية العربية نقلتها، لكن المشاركة كانت قاصرة على أبناء الجنسيات العربية. ومكمن التغيير والتطور أننا في النسخة الثامنة نستقبل متسابقين من مختلف الجنسيات، خاصة الأوروبية. وأضاف: نستطيع القول إن النسخة الماضية مهدت للعالمية، لأننا بدأنا فيها بمشاركة البوسنة والهرسك ومعظم دول القارة الإفريقية، وماليزيا. ومن هنا انطلقت النسخة الحالية إلي العالمية، إذ تشارك فيها فرنسا وتركيا واندونيسيا، وفي معظم الدول طالب المشاركون بإنشاء رابطة للمنشدين. نجم الدين هاشم يشير إلى الانشغال الدائم في مؤسسة الشارقة للإعلام بتقديم الجديد والمميز والمبدع، مؤكداً أن دعم وتشجيع ورعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، واحتضان المؤسسة لتلك المسابقة تهدف في الأساس لنشر هذا الفن الراقي الهادف عبر دول العالم لتظهر صورة ديننا الحنيف الحقيقية. ويدلل على نجاح البرنامج بانبثاق المنشد الصغير منه، وهو فكرة صاحب السمو حاكم الشارقة لكشف المواهب الصغيرة وتبنيها من أجل أن تصل إلى العالمية. ويرى أن منشد الشارقة يستحق لقب أكاديمية الإنشاد بعدما أصبح يضم مدربين ومذيعين ومدرسين وخريجين. بين المتسابقين، شدني الصغير صاحب الابتسامة اللافتة الذي تنفس الصعداء بعد إنشاده أمام اللجنة، وتحدث عن مشاركته قائلاً: اسمي علي الطاهر أصلي من السودان لكنني ولدت وعشت في الشارقة، عمري 13 عاماً واعرف أنني ما زلت صغيراً وقد لا أفوز باللقب، لكنني قررت المشاركة وأقنعت والدي وجئت من أجل أن أقف أمام أعضاء اللجنة لأعرف آراءهم لأضع قدمي علي الطريق السليم، واستفدت من ملاحظاتهم وأعتقد أنني سأتعمق في دراسة هذا الفن الجميل لأشارك يوماً ما وأحصل على اللقب. عبد العزيز أحمد، عراقي مقيم في رأس الخيمة، يقول عن مشاركته: أريد المشاركة في هذه المسابقة التي تعتبر فخراً وشرفاً لنا جميعاً، واستفدت من المحكمين الذين أثنوا على صوتي وأحلم بالفوز باللقب. إبراهيم أسامة، الطالب في جامعة الشارقة، تحدث فور خروجه من الاختبار قائلاً: عمري 21 عاماً وأتيت من العين للمشاركة في المسابقة، لأنني أعشق الإنشاد وأشعر بأن لدي موهبة وبالطبع طمعاً في اللقب. ولم يهمني المشوار الذي قطعته من العين إلى هنا، فالمشاركة في مسابقة في ثقل منشد الشارقة تضيف لكل المتسابقين الكثير، خاصة بعد أن أصبحت عالمية هذا العام. محمد زكي، خريج المسابقة في نسختها الأولى وعضو لجنة التحكيم في الدورة الثامنة تحدث عن معايير الاختيار قائلاً: نحن حريصون على استقطاب أجمل الأصوات النادرة والمتميزة التي تتضمن مساحة تقبل التطور والإمعان والدراسة، هدفنا في البرنامج الأصوات المميزة ودعمها وتشجعيها على كل المستويات وإنتاج أعمال لهم في المستقبل وهذا بالطبع في مصلحة تلك النوعية من الأصوات أما زميله في اللجنة عبد الله الشحي فيربط بين كون الشارقة عاصمة للثقافة والفن والسياحة والحضارة واحتضانها تلك المسابقة التي أصبحت تصطبغ في نسختها الثامنة بالعالمية وتشهد مشاركة فعالة وقوية من المتسابقين في مختلف دول العالم، خاصة من غير الناطقين باللغة العربية. ويشير إلى تركيز اللجنة على عذوبة الصوت وتميزه واختلافه وحضور المتسابق وإطلالته وحسن اختياره للأنشودة وأيضاً هندامه. رابطة ونسخة نسائية شهدت جولات منشد الشارقة في عشر دول قبل ختام الاختيارات في الإمارات مطالبات ومنعطفات عدة من المتسابقين، أبرزها كان مطالبة متسابقي باريس بأن تكون محطة ثابتة للبرنامج كل عام لإتاحة فرصة المشاركة أمام أكبر عدد من محبي الإنشاد ، ليطلوا بمواهبهم عبر نافذة البرنامج. وتضمنت الجولة الفرنسية لأول مرة تشكيل رابطة للمنشدين في أوروبا. ودعا المتسابقون المصريون إلى إنشاء أكاديمية في الشارقة لتدريس الإنشاد كفن هادف، خاصة بعد الصدى المتميز الذي حققه منشد الشارقة خلال سنواته الماضية في هذا المجال. وفي ختام المنافسات في مصر أيضاً، فوجئ فريق عمل البرنامج بحضور أصوات نسائية طالبة فرصة المشاركة في منافسات الإنشاد من خلال إطلاق مؤسسة الشارقة للإعلام نسخة نسوية للبرنامج. دعم أسري بلغ عدد المشاركين في اختبارات الشارقة 36 شخصاً من الإمارات والعراق والسودان واليمن، فلسطين، وباكستان، والأردن، وسوريا، وأنشدوا باللهجات المختلفة. وتميزت هذه الجولة بتواجد الأسر مع أبنائها لدعمهم وتشجيعهم. ومن المقرر فرز الأصوات المتسابقة وفق كل جنسية لإعلان الأوائل من كل دولة في حلقة خاصة يتحدد موعدها لاحقاً.

مشاركة :