أمل سرورالإنشاد من الفنون الإسلامية القديمة، نبل الهدف صفته، والعذوبة ملمح أصيل من ملامحه. وعلى الرغم من قلة استخدام الآلات الموسيقية فيه، إلا أنك تشعر معه بأن روحك هائمة مهللة مرفرفة متضرعة. هو ذلك الفن المنبعث من تلك الحناجر العذبة التي تنشد أجمل القصائد الشعرية، مادحة الأنبياء مهلّلة بالتسبيح.حتماً عندما تنوي الدخول إلى هذا العالم تجد نفسك وقد شعرت بحالة من السموّ والروحانية لم يسبق لها مثيل، فينتابك الصمت والتأمل، وتغزو روحك السكينة والأمان. وها هي عاصمة الثقافة الإسلامية تحتضن ختام جولة الاختبارات الأولية لبرنامج «منشد الشارقة» في دورته العاشرة، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للإعلام، حيث أنصتنا أمس الأول إلى أصوات المنشدين، واقتربنا من لجان التحكيم وبقية فريق البرنامج.«منشد الشارقة» مسابقة انطلقت بتوجيهات ودعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتعنى باحتضان المواهب الشابة الإنشادية من بقاع العالم كافة، لتصبح لغة فن الإنشاد الهادف عالمية، مما يترجم إفساح مجال التنافس لأكبر عدد ممكن من الأصوات، وتغطية أكبر رقعة جغرافية في العالم. «منشد الشارقة» أنهى بنجاح قبل أن يستقر في الإمارات، جولاته، في رحلة كشف عربية عن أجمل الأصوات في سلطنة عُمان، والسعودية، مروراً بالسودان، ومصر، والجزائر، وصولاً إلى تونس والأردن، والمغرب، ولبنان، لتنتهي في الإمارات. بالتأكيد مهمة صعبة، تلك التي تواجه لجان تحكيم البرنامج الذي ضم 90 مشاركاً من 9 دول عربية، وكان عليهم اختيار 10 منشدين في الإمارات، لينتقلوا جميعاً إلى المرحلة الثانية من الاختبارات التي يخضعون فيها لتصفيات ثانية لاختيار ممثل لكل بلد في البرنامج.حالة من الهدوء سيطرت على المكان ووجوه العشرات، وقد ارتسم عليها القلق والتوتر من لحظة الإنشاد التي ينتظرونها ليؤدوا أمام لجان التحكيم.ومن ضمن لجنة التحكيم الفنان محمد زكي، الذي كان في النسخة الأولى من البرنامج متسابقاً، ثم تدرّج في الدراسة والتعمق حتى أصبح عضواً دائماً في لجنة التحكيم. وقال زكي: «نضع أمامنا كثيراً من المعايير في اختيار الأصوات التي ستصل إلى النهائيات، ويبقى هدفنا الأوحد والأسمى هو كيفية الحصول على الأصوات المميزة، لندعمها ونشجعها على كل المستويات، ويمكن أيضاً أن نحلم بإنتاج أعمال لهم في المستقبل وهذا في مصلحة تلك النوعية من الأصوات، وعندما يقع اختيارنا على أحد من هذه النوعية التي تتضمن مساحة صوتية، يكون أمام مخيلتنا التطور والإمعان والدراسة».وعبر زميله في اللجنة مصطفى حمدو، الذي أحرز لقب «منشد الشارقة» في نسخة البرنامج الرابعة، عن سعادته بوجود مثل هذا البرنامج الذي يعتبره صرحاً فنياً. وقال: «الإمارة الباسمة سباقة دائماً إلى التفرد بكل ماهو مفيد ومميز ومختلف في عالم الفن الهادف. والإنشاد علم وفن له أصوله، ووجود مثل هذه المسابقة يدعم هذا الفن الجميل، الذي أصبح له جمهور غفير في العالم». وعن معايير التحكيم في النسخة العاشرة أكد حمدو، أنها ستكون دقيقة ومسؤولة وسيقع الاختيار على أفضل الأصوات التي تحمل راية الإنشاد في العالم العربي.ومن لجان التحكيم إلى المتسابقين، ومنهم سيد سالم الطنيجي (16 عاماً) الذي جاء من الذيد، وقال: «شاركت في مسابقة «المنشد الصغير» في موسمه الأول، لكنني كنت صغيراً وكنت أعلم أنني لن أفوز باللقب، وهذا ما أعطاني إصراراً وقوة على خوض العديد من التدريبات من أجل تلك اللحظة التي سأقف فيها أمام لجان التحكيم في منافسة الكبار، وكلي ثقة في الله وإمكانياتي لأحقق أهدافي المنشودة».أما سلطان صالح من العراق فقال: «قبلت التحدي وأعرف أنني سأصل إلى النهائيات».عبد اللطيف فريد (29 عاماً) أتى من مصر ليعمل في أوقاف الشارقة، ويعشق فن الإنشاد وتألق فيه؛ بل إن لديه استوديو خاصاً بتسجيلات الإنشاد في السعودية. وقال: «حلمت كثيراً بالمشاركة في «منشد الشارقة»، وتحقق حلمي الذي أتمنّى أن ينتهي بالفوز باللقب».
مشاركة :