غارات لـ «التحالف» على صنـعاء في الذكرى الأولى لسيطرة الحـوثيين عليها

  • 9/22/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شنّ طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، أمس، غارات على مواقع للحوثيين وحلفائهم في صنعاء، حيث يحتفل المتمردون بالذكرى الأولى لسيطرتهم على العاصمة اليمنية، فيما أحرز الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية تقدماً نحو المواقع الخاضعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي صالح، في محافظة مأرب. وفي التفاصيل، تأتي الغارات الجديدة فيما تستمر القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، في حملتها البرية بمحافظة مأرب الاستراتيجية، في وسط البلاد، مدعومة من آلاف الجنود من دول التحالف، وذلك بهدف الزحف لاستعادة العاصمة. ومازال الحوثيون يمسكون بزمام الأمور في صنعاء، على الرغم من الغارات اليومية التي يشنها طيران التحالف، وخسارتهم في جنوب البلاد، لاسيما طردهم من عدن، ثانية أكبر مدن البلاد. وشن الطيران غارات، صباح أمس، على مخازن للسلاح ومواقع عسكرية لقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، المتحالف مع الحوثيين في جبل نقم المطل على صنعاء. كما شن الطيران غارة على منزل الكحلاني، النائب العضو في حزب المؤتمر الشعبي العام، التابع للرئيس السابق، الذي يحظى بولاء قسم كبير من قوات الجيش والأمن في البلاد. وفي مأرب، قتل مسلحون من الحوثيين وقوات صالح في غارات وقصف مدفعي ومواجهات مع قوات الجيش الموالي للحكومة والتحالف العربي، في شمال وغرب مدينة مأرب، حسبما أفادت مصادر عسكرية. وأكدت المصادر أن القتلى والجرحى سقطوا في معسكر ماس بشمال مأرب ومنطقة مجزر وصرواح والجفينة. من جهته، أكد زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، في كلمة بمناسبة مرور سنة على سيطرة حركته على صنعاء، الترحيب بشروط بحل سلمي للأزمة. وقال، تزامناً مع إرسال وفد من الحوثيين وحزب صالح إلى مسقط، للمشاركة في محادثات مع الأمم المتحدة نؤكد الترحيب بأي مساعٍ للحلول السلمية. ويأتي ذلك فيما تحاول الحكومة ترسيخ حضورها في المناطق التي تم طرد الحوثيين منها، لاسيما في عدن، كبرى مدن الجنوب. وقد نقلت الحكومة رسمياً مقرها، الأسبوع الماضي، من الرياض إلى عدن، وسط تكهنات بعودة وشيكة للرئيس المعترف به دولياً، عبدربه منصور هادي، من العاصمة السعودية إلى الأراضي اليمنية. وقال رئيس الوزراء، خالد بحاح، في كلمة مع قادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن إن مرحلة إعادة البناء هي الأهم بعد تحرير عدن والمناطق الجنوبية. وأضاف الآن لدينا فرصة ذهبية لإعادة بناء القوات المسلحة على أسس وطنية، في الوقت الذي تحاول الحكومة دمج المقاتلين الذي حاربوا الحوثيين في الجنوب في الجيش الوطني الموالي لها. وقالت مصادر من المقاومة الشعبية إن المقاومة تقدمت في جبهات القتال وسيطرت على التباب، الواقعة في سد مأرب وتبة ماهر، في جبهة المخدرة، وقطعت طرق إمداد الحوثيين وقوات صالح من وإلى جبهة صرواح جنوب غرب مأرب، مشيرة إلى أن الجيش والمقاومة يحاصران معسكر ماس في جبهة الجدعان شمال مأرب. يذكر أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبة قد بدأوا، الأسبوع الماضي، عملية برية واسعة بدعم من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، لتحرير حدود مأرب من الحوثيين وقوات صالح. وفي تعز، قتل ثلاثة مدنيين يمنيين في قصف شنه مسلحو الحوثي وقوات صالح على الأحياء السكنية في محافظة تعز. وقالت مصادر صحافية من تعز إن من بين القتلى طفلين إلى جانب إصابة آخرين، مشيرة إلى أن القصف العشوائي طال أحياء المسبح وثعبات والروضة والموشكي والدحى. وفي السياق ذاته، لفتت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية دمرت عربة للحوثيين في منطقة الجند، كانت تحمل ذخائر مدفعية، ما أدى إلى إعطابها ومقتل من فيها. وأوضحت أن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في منطقة ثعبات وفي محيط مقر التموين العسكري القريب من منزل صالح في محاولات متكررة من الحوثيين لاستعادة ما فقدوه من هذه المواقع. وبحسب المصادر، فإن مواجهات عنيفة أخرى اندلعت بين الطرفين بوادي الدحي بعد هجوم شنه الحوثيون وقوات صالح على الحي، ولاتزال المقاومة تتصدى لتلك الهجمات محاولة منع الحوثيين من إحداث أي تقدم. سياسياً، مازال أي أفق لحل سياسي غائباً تماماً، على الرغم من استمرار جهود مبعوث الأمم المتحدة لوضع حد للنزاع الذي يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر. وفي 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم أو تواطؤ من قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل موالياً لعلي عبدالله صالح. وأتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسعية انطلق فيها الحوثيون، الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي، من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء. وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب، ووصلوا إلى عدن التي كان الرئيس المعترف به دولياً، عبدربه منصور هادي، أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل إليها من صنعاء. ومع وصول المتمردين إلى عدن، أطلق تحالف يضم 10 دول تقريبا بقيادة السعودية، في 26 مارس، عملية عسكرية ضد الحوثيين، ودعماً لشرعية هادي الذي انتقل إلى الرياض. والعملية التي كانت جوية في بدايتها، تحولت إلى برية مع مشاركة آلاف الجنود، لاسيما من دول الخليج، في المعارك ضد المتمردين دعماً لقوات هادي على الأرض. وقتل أكثر من 5000 شخص وأصيب أكثر من 25 ألفاً بجروح منذ انطلاق العملية العسكرية في مارس، فيما تصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمني بـالكارثي.

مشاركة :