كتبت - هبة البيه: بعد مرور أقل من شهر على الإعلان عن التفاصيل الكاملة للجزاءات الخاصة بالعاملين في المدارس المستقلة، والتي تتضمن جزاءات تصل إلى حد الفصل من الخدمة في حالة إعطاء دروس خصوصية، وإعلان مجلس التعليم عن نشر دروس في جميع المواد عبر موقع youtube .. لم تختف إعلانات المعلمين عبر الملاحق الإعلانية ومجموعات التواصل الاجتماعي والتي يعلنون فيها عن استعدادهم لإعطاء دروس خصوصية لمختلف المراحل الدراسية. ويؤكد معلمون لـ الراية أن كثيرا من تلك الإعلانات وراءها معلمون لا يعملون بالمدارس المستقلة، كما أن بعض محترفي إعطاء الدروس الخصوصية يعتمدون الآن على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي Twitter و Facebook لتجنب الجزاءات القانونية عند الإعلان عبر الملاحق الإعلانية للصحف. ويؤكد أولياء أمور أن سعر الساعة الواحدة لطلاب الابتدائية يتراوح ما بين 150 إلى 200 ريال مقابل 250 إلى 300 ريال للمرحلتين الإعدادية والثانوية ما يؤكد أن الاعتماد على الدروس الخصوصية يرهق كاهل الأسرة ويعد ميزانية مستقلة. وأشاروا إلى أن الاعتماد على الدروس الخصوصية أصبح عادة اجتماعية لا يمكن تغييرها في فترة وجيزة قبل تحقيق تغير ملموس في المناهج وطرق التدريس وتطوير الحصص الإثرائية ومجموعات التقوية باستقطاب أفضل الكوادر المتميزة في مختلف المواد. وأكدوا أن الدروس الخصوصية مازالت تمثل أحد الوسائل الأساسية للنجاح والتفوق خاصة لطلاب المرحلة الثانوية بهدف تحقيق مجموع كبير والالتحاق بالكليات العلمية. و دعا عدد من التربويين إلى وضع آلية شاملة للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، تشمل تقليل كثافة الفصول واعتماد طرق تدريس مبتكرة لتسهيل المعلومات وتفعيل دور الأسرة في متابعة الأبناء، والعمل على زيادة تحصيل الطلاب ومتابعة تركيزهم داخل الصف. وأكدوا ضرورة استفادة الطلاب من الحصص الإثرائية ومجموعات الدعم الإضافي والمراجعات السابقة للاختبارات والتدريب على نماذج الاختبارات التي يوفرها المجلس الأعلى للتعليم. أكد أن انخفاض نتيجة الثانوية أحد الأسباب .. خالد اليافعي: الاعتماد على الدرس الخصوصي يقلل تركيز الطلاب يؤكد خالد اليافعي -مدير شؤون الطلاب بمدرسة خليفة الثانوية- أن انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية رغم القوانين والعقوبات الجديدة والقديمة قلق أولياء الأمور وحرصهم على ضمان نجاح وتفوق أبنائهم بتوفير كافة السبل التي تقودهم لتحقيق تلك النتيجة، خاصة بعد النتائج المنخفضة للثانوية العامة العام الماضي والتي وصلت فيها نسبة النجاح إلى 72 % فقط ، فأصبح هناك تخوف لدى الأهل ويلجؤون للدروس اعتقاداً منهم أن ذلك يزيد من تحصيل أبنائهم الدراسي. وقال: على عكس ما يعتقده أولياء الأمور فإن اعتماد الطالب على الدروس الخصوصية يقلل نسبة تركيزه داخل الصف، مما ينعكس على مستواه الدراسي. وأضاف: تفوق الطلاب يكون بالتركيز والمراجعة الدائمة للدروس منذ اليوم الأول للدراسة فضلا عن متابعة الأسرة لمستوى الأبناء من جانب الأسرة وتوجيههم بالاستفادة من المجموعات المدرسية التي توفرها المدارس، وقتها لا يحتاج لدروس خصوصية، وفي المقابل نلمس قصور من أولياء الأمور في متابعة أبنائهم واهتمامهم بالدراسة ينصب في وقت قرب الامتحانات فقط. وأضاف: هناك الكثير من أولياء الأمور لا يعطون اهتمام للاختبارات الدورية التي تتم بهدف تقييم مستوى الطالب ويقولون بما أن ليس عليه درجات فهو غير مهم " فأول سؤال يسأله ولي الأمر هل الاختبار عليه درجات أم لا ؟" ، رغم أهميته لتحديد وتقييم مستوى الطالب وتحديد أوجه القصور لتلافيها، وحتى إذا رسب خلالها الطالب سيعرف ما هي مشكلته ونستطيع تقويته ، مطالبة أولياء الأمور بضرورة المتابعة الجيدة والتقييم المستمر لأداء أبنائهم. وأشار إلى أن البعض يلجأ للدروس الخصوصية رغم أن أبناءه متفوقين لتقويتهم وتأسيسهم تأسيسا جيدا في بعض المواد في سن مبكرة مثل مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات. وقال: ولكن في حال اعتماد الأسرة على مدرس واحد شامل لجميع المواد فهذا يعتبر تجارة ويجعل الطالب اتكالياً، فلا يولي اهتماما بالمدرسة ويذهب إليها كتأدية واجب فقط وليس للاستفادة، خاصة أن الأنظمة المدرسية تختلف وتتطور من عام لآخر وطريقة الدراسة التي يحصل عليها الطالب بالصف تختلف عن الدروس الخصوصية التي يحصل عليها في البيت. وأضاف: الغريب في الأمر أن الطلاب وأولياء الأمور لا يلتفتون لما يوفره المجلس الأعلى للتعليم على موقعه الإلكتروني من نماذج امتحانات سابقة ويستسهلون ويدفعون أموالا للحصول على الاختبارات ذاتها من المدرس الخصوصي. وشدد على أهمية دور الأسرة في متابعة الطلاب، بدلاً من لعب دور الصراف الألى للأبناء، وعلى أولياء الأمور متابعة أبنائهم أسبوعياً أو شهرياً وزيارتهم بالمدرسة ومتابعة تحصيلهم ودروسهم. خالد العلي: رصد المعلمين المخالفين صعب يشير خالد هارون العلي - صاحب ترخيص ومدير مدرسة ابن تيمية الثانوية المستقلة- إلى أن المشكلة في ظاهرة الدروس الخصوصية تكمن في عدم قدرة أصحاب التراخيص ومديري المدارس على تحديد المدرسين الذين يعطون الدروس الخصوصية داخل المدرسة، فمن الممكن أن يقوم المدرس بتدريس طلاب مدرسة أخرى وليس طلاب المدرسة ذاتها، أو يذهب لمناطق أخرى وبالتالي تأتي صعوبة معرفة وتحديد هذا الأمر، ولا يصل لإدارة المدرسة دليل عن المدرسين الذين يعتمدون على الدروس. وقال: بعد تطبيق لائحة الجزاءات التي تعتبر الدروس الخصوصية مخالفة جسيمة تصل عقوبتها إلى الفصل من الخدمة لم يتم رصد أي حالة لمعلم بالمدرسة يعطي دروسا خصوصية. وقال: أولياء الأمور يلجؤون للدروس الخصوصية نتيجة لثقافة سائدة تجعل من تلك الدروس وسيلة ناجحة لتحسين مستوى الطلاب، في حين أن المدرسة توفر نفس نوعية التعليم وتقدم دروس تقوية ومجموعات داخل المدارس ويلجؤون إليها كعادة اعتادوا عليها، في حين أنه إذا ركز الطالب في مدرسته جيداً لا يحتاج دروسا. وأشار إلى أنه لا يلجأ للدروس الخصوصية لأبنائه، بل يقوم بتعليمهم إدارة وتنظيم الوقت، وتحمل الطفل مسؤوليته، مع الحرص على عدم غياب أبنائنا لكي يعتاد على تأدية دوره ويعتمد على ذاته. محمد اليهري: موسم الاختبارات ينعش الظاهرة قال محمد اليهري - أخصائي ومشرف إداري بمدرسة أبي عبيدة: إنه تم تشديد العقوبات على مدرسي الدروس الخصوصية ووصلت إلى الفصل ولكن لم يردعهم شيء. وأشار إلى زيادة الإقبال على الدروس الخصوصية لتقوية ونجاح الأبناء وقت الامتحانات وتتم في الخفاء "من تحت الطاولة" وليس علناً ولذلك يصعب رصدها وتحديدها. وأكد أنه لا يلجأ لتدريس أبنائه عبر الدروس الخصوصية مرجعاً ذلك إلى أنه تربوي وأخصائي في مدرسة كيف يخالف القوانين التي يسعون إلى تنفيذها، مشيراً إلى أنه أب لخمسة أبناء يقوم هو ووالدتهم بتدريسهم داخل البيت. وأضاف: في حال رغبة أولياء الأمور لتقوية أبنائهم في بعض المواد عليهم اللجوء لمجموعات التقوية المدرسية المتوفرة داخل المدارس. لافتاً إلى أن مبالغ خيالية يحصل عليها مدرسو الدروس الخصوصية، رغم أن المجلس الأعلى للتعليم أصدر قراراً برفع رواتب المدرسين غير القطريين وكان هذا القرار من أجل الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية ويجعلهم لا يلجؤون للدروس بحجة ضعف الرواتب فارتفعت رواتبهم لتصل إلى 15 ألف ريال وأكثر، ولكن قبل هذا القرار كنا نقول إن المدرس معذور وراتبه لا يكفيه، ولكن الآن لا يوجد لهم جحة. خليفة المحاسنة : معلمو الدروس الخصوصية مقصرون في المدارس قال خليفة المحاسنة: المدرسون الذين يلجؤون للدروس الخصوصية فتجدهم غالبا ما يكونون مقصرين في عملهم في الصباح خلال عملهم الأساسي، وبذلك يجبر ولي الأمر على الاستعانة بالدروس الخصوصية. وأضاف: على الرغم من صرامة العقوبات على مدرسي الدروس الخصوصية ووصولها إلى الفصل، ولكن الأمر صعب إحكامه لأنها دون متابعة، ولا يتم من خلال عملهم وجودة العمل في الصباح ولكنه يتم من خلال مراقبتهم في الفترة المسائية بالدروس الخصوصية، وبالتالي صعب إحكامه. وأشار إلى أنه يعطي أبناءه دروسا خصوصية تصل سعر الساعة من 175 : 200 ريال لأطفال الابتدائي، وأقل مدرس يجلس ساعتين في اليوم.
مشاركة :