محمد حامد ( دبي) موهوب لكنه لم يكن يعلم أن لديه موهبة تدريبية، يملك عقلية لا تتوقف عن التخطيط لاصطياد الكبار، «مكتشف المواهب» الكروية ويكفي أنه قدم للعالم لوكا مودريتش نجم الريال و«كرويف البلقان». وبعيداً عن الساحرة يتمتع بقدرات مواهب خاصة على رأسها عزف الجيتار والتأليف الموسيقي، ومن أعماله الشهيرة «الجنون الناري» وهي أغنية ألهمت منتخب كرواتيا في مشوار تصفيات ونهائيات يورو 2008. يجيد الإنجليزية والألمانية والإيطالية بطلاقة، «فضلا عن لغته الأم»، إنه المدرب الكرواتي سلافين بيليتش المدير الفني لفريق وست هام الإنجليزي. بيليتش يواصل رحلة العبث بتاريخ الكرة الإنجليزية، محققاً مجداً تدريبياً وكروياً على حساب الإمبراطورية الكروية التي لا تغيب عنها الشمس، فقد نجح مؤخراً في قيادة وستهام للفوز خارج معقله على 3 من القوى الكبرى في الدوري الإنجليزي، وهي أرسنال وليفربول ومان سيتي، وأحرز فريقه 7 أهداف في شباك الثلاثي المذكور، وتلقى هدفاً واحداً. وسبق للمدرب الكرواتي إسقاط منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي ذهاباً وإياباً في تصفيات التأهل ليورو 2008، ليحرم المنتخب العريق من التأهل إلى النهائيات القارية في واحدة من المفاجآت الكبرى في تاريخ القارة العجوز، ومنذ هذا الوقت يواصل بيليتش توهجه التدريبي، والمفارقة أن هذا التألق غالباً ما يأتي عبر البوابة الإنجليزية، ويبدو أن القدر يكافئ هذا الرجل، فالصحافة الإنجليزية صاحبة الحضور القوي والمؤثر على المستوى العالمي تشارك في حملة تلميعه «قاصدة أو مكرهة». قصة بيليتش حافلة بالمحطات والمفاجآت المثيرة، التي تؤكد أن بعض المواهب الحقيقية ترى النور بالمصادفة، من دون أن يدرك حتى أصحابها أنهم يملكون هذه القدرات الخاصة، فقد بدأ بيليتش مسيرته الكروية في صفوف فريق مدينته هايدوك سبليت في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ووضع حداً لمشواره كلاعب مدافع في صفوف الفريق نفسها عام 2000، وخاض تجارب احترافية عدة، كان أهمها مع وستهام وإيفرتون، وهي الفترة التي شهدت بدايات علاقته بالكرة الإنجليزية. بيليتش أو «رجل الأقدار»، بدأت علاقته بعالم التدريب بالمصادفة، فقد تولى قيادة فريق هايدوك سبليت عام 2001 رغبة منه في إنقاذ النادي باعتباره شريكاً فيه، وأحد نجومه السابقين، وذهب بيليتش في جولة أوروبية للتعرف إلى أسرار التدريب على يد أرسين فينجر، ومارتشيللو ليبي، فأخذ من الثاني الانضباط التكتيكي، ومن الأول الرغبة الهجومية، فكانت المحصلة عقلية تدريبية متوازنة. ... المزيد
مشاركة :