تقرير إخباري: مئات الآلاف من سكان مأرب اليمنية يواجهون ظروفا قاسية

  • 4/16/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه مئات الآلاف من سكان مأرب في اليمن ظروفا قاسية مع استمرار القتال وإغلاق مسلحين خطوط الإمدادات الأساسية عن المدينة وتفاقم الأوضاع المعيشية. وتضم مأرب، أكبر تجمع سكاني في اليمن، إذ تؤوي المحافظة نحو مليوني نازح يتركز معظمهم في مدينة مأرب (عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته) ومحيطها. وتشهد الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية من المحافظة معارك مستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين، تصاعدت حدتها من السادس من فبراير الماضي. وقال مصدر عسكري، اليوم (الخميس) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعارك العنيفة تتركز في منطقتي "الكسارة" و "المشجح" بالجهة الشمالية الغربية من محافظة مأرب، فيما تشهد باقي الجبهات اشتباكات متقطعة. وأكد المصدر، أن الحوثيين حققوا خلال الساعات الماضية تقدما محدودا في منطقة "الكسارة"، إذ سيطروا على بعض المواقع بعد سلسلة هجمات مكثفة. وأشار المصدر إلى أن المعارك خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، ولا تزال مستمرة. وفي الجهة الشرقية من مأرب، يغلق مسلحون منذ أربعة أيام الخط الرئيس الذي تمر عبره المواد الأساسية والمشتقات النفطية إلى المدينة المكتظة بالسكان. وقال مصدر محلي مسؤول، في وقت سابق اليوم (الخميس) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مسلحين قبليين يقطعون منذ أربعة أيام الطريق الرئيس الرابط بين مدينة وبين حقول صافر النفطية والمحافظات الشرقية. ويستخدم الطريق لوصول الإمدادات الأساسية إلى المدينة خاصة مع انقطاع معظم الخطوط بسبب المعارك في المحافظة. وأكد المصدر، أن المسلحين أوقفوا الحركة، في منطقة "العرقين" في مديرية الوادي، ومنعوا دخول الشاحنات التي تحمل السلع الغذائية والمشتقات النفطية إلى المدينة. وأوضح المصدر، أن مدينة مأرب تغرق في الظلام منذ عدة أيام، بسبب نفاذ محروقات محطة توليد الكهرباء، كما ارتفعت بشكل كبير أسعار السلع الأساسية، وتأثرت بشكل مباشر المرافق الصحية بالمدينة. وأشار المصدر، إلى أن المسلحين يطالبون السلطة المحلية الإفراج عن سجين لهم متهم بقضايا جنائية وأعمال تخريب. وتسبب القطاع المسلح بمضاعفة الأوضاع الصعبة في المدينة، خاصة مع أيام رمضان وارتفاع درجات الحرارة. وقال سكان محليون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أسعار المواد الغذائية والمواصلات العامة ارتفعت بشكل جنوني خلال اليوم والثلاث الأيام الماضية. وتابع هؤلاء، أن التيار الكهربائي منقطع منذ أربعة أيام عن المدينة، وانهم يمرون بأوضاع صعبة إذ يقضون لياليهم في الظلام ودرجات الحرارة المرتفعة. وأضاف هؤلاء، أن المدينة تعيش حالة شبه حصار مطبق، حيث تدور معارك في الجهات الغربية والشمالية والجنوبية، في حين أغلق المسلحون المدخل الرئيس الشرقي للمدينة. كما تسبب القطاع المسلح وعدم دخول الإمدادات من المشتقات النفطية بمخاطر على الوضع الصحي في المدينة. وقال مدير مكتب الصحة بمأرب الدكتور عبد العزيز الشدادي ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القطاع الصحي تأثر مؤخرا نتيجة انقطاع المحروقات. وأضاف، هناك إشكالية بسبب انقطاع الكهرباء، على حالات الرقود في المستشفيات، وتقديم خدمات الرعاية الصحية للجرحى والمرضى. وأشار المسؤول الصحي إلى أن استمرار انقطاع المحروقات بلا شك سيكون له تأثير كبير على القطاع الصحي عموما. وحذرت الأمم المتحدة، اليوم من كارثة إنسانية في محافظة مأرب اليمنية. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في تقرير تحت عنوان "كارثة إنسانية تلوح في أفق مأرب" من سوء الأوضاع الإنسانية في المحافظة التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن. وأوضح التقرير أن النازحين داخليا يعيشون في حوالي 125 موقعًا عبر مأرب ، ومعظم المواقع مكتظة بالفعل وتفتقر إلى الخدمات. وأضاف، " يحتاج أكثر من 20 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية عاجلة منقذة للحياة ، بما في ذلك الملايين على شفا المجاعة.. في مأرب وحدها، يعاني ما يقرب من 200 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد". وتقدر المنظمة الدولية للهجرة، أن 80٪ من النازحين حديثًا هم من النساء والأطفال.. في أسوأ السيناريوهات، تتوقع الوكالات الإنسانية احتمال نزوح 385 ألف شخص على الأقل بسبب القتال في مأرب. وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة وشركائها تصل إلى الناس من خلال سلال غذائية، ومستلزمات مأوى للطوارئ ، ومساعدات نقدية ، ودعم نفسي اجتماعي وأشكال أخرى من المساعدة العاجلة المنقذة للحياة، كما أنهم يستعدون للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الإضافية ، لكن التحدي الأكبر الذي يواجههم في التوسع هو نقص التمويل. وذكر التقرير أن "المهاجرين الأفارقة يمرون عبر مأرب في طريقهم إلى السعودية.. ومع تصاعد القتال واستمرار إغلاق الحدود بسبب وباء كورونا، تقطعت السبل بنحو خمسة آلاف مهاجر في مدينة مأرب". ومحافظة مأرب، أصبحت مؤخرا أكثر المناطق الملتهبة في اليمن، حيث يسعى الحوثيون من خلال عملياتهم العسكرية السيطرة على المحافظة التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد. وتتخذ القوات الحكومية من محافظة مأرب مقرا لعملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ ست سنوات.

مشاركة :