فرنسا وألمانيا تدفعان لنزع فتيل التوتر بين روسيا وأوكرانيا

  • 4/16/2021
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - يُجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل محادثات الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تعبير عن دعمهما لحكومته الموالية للغرب بعدما أثار حشد روسيا قواتها عند الحدود الأوكرانية مخاوف من غزو محتمل. وارتفع منسوب التوتر بعد سبع سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 وإعلان مسلّحين موالين لروسيا عن مناطق انفصالية في شرق أوكرانيا، في خطوة أدت إلى تدهور العلاقات بين روسيا الغرب إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة. واستقبل ماكرون الرئيس الأوكراني على مائدة الغداء في باريس ومن المقرر أن يجريا محادثات عبر الفيديو مع ميركل. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته "سيادة أوكرانيا تحت التهديد. كل ما يهدف إليه عملنا هو منع حدوث تصعيد ونزع فتيل التوتر". ويأتي اجتماع زيلينسكي مع قادة فرنسا وألمانيا اللتين لعبتا دور وساطة في النزاع منذ 2015 وتشرفان على وقف هش لإطلاق النار، في وقت تتهم فيه أوكرانيا روسيا بالتهديد بتدميرها. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذا الأسبوع "حدود الدولة خط أحمر بالنسبة لأوكرانيا. إذا تجاوزت روسيا الخط الأحمر، سيكون عليها دفع الثمن". لكن في موسكو، حضّ الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف المستشارة الألمانية وماكرون على الطلب من كييف "الوقف الحاسم لأي أعمال استفزازية على خط التماس والتأكيد على الحاجة إلى التزام غير مشروط بوقف إطلاق النار". وفي الأسابيع الأخيرة، حشدت موسكو عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا، كما ضمّت القرم. ووضعت موجة جديدة من المواجهات في شرق أوكرانيا حدا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز الماضي ومهّد لفترة من التهدئة النسبية للنزاع. وأودت المعارك بحياة أكثر من 13 ألف شخص بالمجمل بينما قتل 28 جنديا أوكرانيا منذ مطلع العام الجاري مقارنة بـ50 خلال عام 2020 بأكمله. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن جنودها انتشروا للرد فحسب على "تهديدات" حلف شمال الأطلسي ويشاركون في تدريبات عسكرية. ولم تخف أوكرانيا، حيث تمّت الإطاحة بالرئيس الموالي للكرملين خلال انتفاضة شعبية عام 2014، طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في تصريحات أثارت حفيظة الكرملين. وقال زيلينسكي لصحيفة "لو فيغارو" في مقابلة قبيل الزيارة "لا يمكننا البقاء إلى ما لانهاية في غرفة انتظار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"، مضيفا "إذا كنا ننتمي إلى العائلة نفسها، يجب أن نعيش معا. لا يمكننا أن نخرج معا إلى الأبد مثل خطيبين أبديين، يجب أن نشرّع علاقاتنا". لكن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون شدد على أن دعم أوكرانيا مختلف عن منحها عضوية في الاتحاد الأوروبي، و"هذا ليس طرحا جديا". وتأتي التطورات في شرق أوكرانيا على وقع ارتفاع جديد في منسوب التوتر بين موسكو وواشنطن في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اتّخاذ نهج أكثر تشددا حيال نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأعلنت الولايات المتحدة الخميس عن عقوبات وطرد 10 دبلوماسيين روس ردا على ما قال البيت الأبيض إنه تدخل الكرملين في انتخابات الولايات المتحدة، وهجوما إلكترونيا واسع النطاق وغيرها من الأنشطة العدائية. واقترح بايدن الأربعاء عقد قمة مع بوتين وهو أمر لا تزال روسيا تدرس الرد عليه. وأفادت فنلندا بأنها مستعدة لاستضافة اجتماع من هذا النوع. في الأثناء، أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن استيائهما حيال سجن المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في معسكر اعتقال بعدما عاد إلى روسيا من ألمانيا، في أعقاب ما قال الغرب إنها كانت محاولة اغتيال باستخدام غاز الأعصاب الروسي "نوفيتشوك". وأثار بايدن غضب روسيا الشهر الماضي عندما اتفق مع توصيف بوتين على أنه "قاتل". ورأى بعض المراقبين في التصعيد محاولة من قبل موسكو وكييف لاختبار بايدن من أجل معرفة درجة استعداده للدفاع عن حليفة واشنطن ومواجهة روسيا. وأما زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق الذي انتخب في 2019 على خلفية تعهّده بتحقيق سلام عادل، فيواجه ضغوطا كبيرة في الداخل من قبل القوميين من أجل اتّخاذ موقف متشدد حيال روسيا. وقال الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية غوستاف غريسيل في مذكرة بحثية "هناك شك ضئيل في أن روسيا تشكّل قوة هجومية قادرة على اجتياح أوكرانيا". وأفاد بأنه لا يبدو أن موسكو تخطط "لاجتياح شامل لأوكرانيا"، لكنه ذكر أن الاحتمال الأكبر هو أن "روسيا ستنخرط في أشكال أخرى من التصعيد المحدود لتبديل مخاطر الحرب في أوكرانيا".

مشاركة :