يتّسِمُ المجتمع السعودي بالتكاتف والتلاحم بين الشعب والقيادة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى عهدنا الزاهر عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، تظل الوحدة الوطنية سمةً بارزةً في المشهدَين السياسي والاجتماعي في المجتمع السعودي. وعلى ذلك شواهد عديدة خلدها التاريخ وتعد مثالا يحتذى به، وتأتي جائحة الوباء العالمي التي واجهتها كل قطاعات الدولة ومؤسساتها أحد الأمثلة الحية على ذلك، البداية كانت حين ألقى الملك سلمان كلمته التي تضمنت مضامين سامية بشفافية صادقة عكست مدى حرصه على سلامة ورعاية كل من على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين، بالاعتماد والثقة بالله –عز وجل- أولا ثم بعزيمة المواطن السعودي في تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، تلت ذلك جملة من القرارات والمبادرات توحدت فيها الجهود يدا بيد نحو هدف واحد وهو الحد من تداعيات هذه الجائحة. من أبرز المبادرات، مبادرة وزارة الصحة منصة التطوع الصحي التي انضم لها أكثر من مئة ألف متطوع، حيث مكنت المتطوعين الذين يرغبون في خدمة الوطن في المجال الصحي من ممارسين ومتخصصين بالتعاون مع القطاعات ذات العلاقة، ومبادرة صندوق الوقف الصحي التي تهدف إلى إيصال المساعدات المالية والعينية المقدمة من مؤسسات القطاع الخاص للفئات الأكثر حاجة للرعاية الصحية في جميع أنحاء السعودية. أيضا من الناحية الاقتصادية تم إقرار عدد من القرارات الداعمة للقطاع الخاص للحد من التداعيات السلبية على الإنتاج والصناعة والاستقرار الاقتصادي، ومن تلك القرارات، صرف تعويض شهري بنسبة 60 في المئة من الأجر المقرر في التأمينات الاجتماعية لمدة ثلاثة أشهر، للمواطنين العاملين في منشآت القطاع الخاص وفقا لنظام التأمين ضد التعطل عن العمل «ساند» وأيضا تم توجيه البنوك بتأجيل سداد أقساط ثلاثة أشهر لكل المنتجات التمويلية للمواطنين المشمولين بالدعم للتعطل عن العمل، وتأجيل أو إعادة هيكلة دفعات قروض أصحاب المشروعات المتوسطة. ومن ضمن المبادرات الاجتماعية تم تدشين مبادرة صندوق الدعم المجتمعي من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والهيئة العامة للأوقاف والتي جاءت بهدف تعزيز مبدأ المسؤولية المجتمعية تجاه الوطن في الأزمات والكوارث، ومساندة للجهود الحكومية في رعاية ودعم الفئات المتضررة جراء الجائحة كذوي الدخل المحدود وأصحاب المهن الصغيرة وأسر السجناء، ما أسلفته هو غيض من فيض من جملة مبادرات وطنية هدفها الأسمى صحة الوطن فوق كل اعتبار. القوة الحقيقية لأي شعب هي مدى تلاحم وتعاضد أفراده من أجل استقرار الوطن، فهم الدرع الحصينة لمواجهة الأزمات التي تعد المحك الحقيقي الذي تتجلى فيه الوحدة الوطنية التي نحرص جميعا على التمسك بها والمحافظة عليها، إيمانا بأهمية التعاون والتكاتف والترابط بين أبناء المجتمع الواحد.
مشاركة :