حذر تقرير استخباراتي أميركي من أن الصين تسعى إلى تسليح الفضاء وزيادة قدراتها لاستهداف الأقمار الصناعية التابعة لأميركا وحلفائها، وذلك في إطار خطط طموحة تتبناها بكين لتحل محل الولايات المتحدة في ريادة الفضاء . وقال "مكتب إدارة الاستخبارات الوطنية" ODNI في تقرير “تقييم المخاطر العالمية” : إن الجيش الصيني (جيش التحرير الشعبي PLA) يخطط لـ"لمضاهاة قدرات الولايات المتحدة في الفضاء أو تجاوزها، لكي يكتسب ميزات المكانة العسكرية والاقتصادية التي جنتها (واشنطن) من ريادتها للفضاء"، مؤكداً أن تلك العمليات المضادة للفضاء ستكون "مكملة لسلسلة القدرات العسكرية التي يمتلكها جيش التحرير الشعبي"، بحسب ما ذكرت مجلة "ديفينس نيوز". وأبرز التقرير، الذي يعتمد في إعداده على مصادر خارجية واسعة النطاق، القدرات الفضائية الروسية والصين بوجه عام واصفاً كليهما "بالتهديد الأكبر" للتنافسية التكنولوجية للولايات المتحدة . ولدى ردها على تساؤل بشأن القدرات الفضائية حديثة العهد، التي تتألف من 138 قمراً صناعيا تجاريا، في جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات. بمجلس الشيوخ الأميركي مساء الأربعاء الماضي، قالت مديرة "مكتب إدارة الاستخبارات الوطنية"، أفريل هاينس، إن تلك الكوكبة من الأقمار الصناعية تعد جزءا من التحدي الصيني للهيمنة الأميركية . ورفضت هاينس المناقشة العلنية للقدرات الأميركية في هذا المجال، واكتفت بالقول "أعتقد أنه مما لاشك فيه، أن الصين تركز، بوجه عام، على تحقيق الريادة في الفضاء، مقارنة نفسها بالولايات المتحدة، وهي تبذل جهودا ضخمة ومتنوعة ومختلفة في هذا المجال لكي تحاول منافسة ريادتنا المفترضة". وأفادت هاينس في كلمتها أمام المشرعين الأميركيين بأن الإدارة تعمل من أجل مساعدة مجتمع السياسات على تفهم مدى الدعم الذي تقدمه لأعمال "قوات الفضاء" الجديدة للحفاظ على ريادة الولايات المتحدة في الفضاء والحفاظ على المكاسب الفضائية على صعيد الاقتصاد والاتصالات والاستخبارات والمصالح القومية. جاءت المناقشة العلنية النادرة لقضايا التحديات الفضائية التي تواجه الولايات المتحدة، في أعقاب تصريح بعض أعضاء الكونجرس ممن لديهم دراية بالقوات الفضائية، بأن الحكومة تبالغ في فرض السرية على المعلومات المتعلقة بالتهديدات القضائية، مطالبين بأن الرأي العام الأميركي بحاجة إلى التعرف على المزيد من المعلومات في هذا الإطار. ومن بين هؤلاء الأعضاء كان النائب مايك روجرز، العضو البارز في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب. يتوقع المجتمع الاستخباراتي أن تتمكن الصين من إنشاء محطة فضائية عملية في المدارات الأرضية المنخفضة بين عام 2022 و2024، وستواصل تسيير بعثاتها الاستكشافية إلى القمر بهدف تأسيس محطة بحوث روبوتية على سطح القمر، ومن ثم يعقبها إقامة قاعدة "ترتادها أطقم رواد فضاء". وقالت مجلة "ديفينس نيوز" في متابعتها لجلسة الاستماع إن تقرير المجمع الاستخباراتي الأميركي شدد على أن هناك تطويرا متصاعدا للأسلحة المضادة للفضاء وانتشاراً ملحوظا لها. ففي عام 2019، شرعت قوات الدعم الاستراتيجي لعمليات الفضاء الصينية في إجراء تدريبات مستخدمة أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، أو ما يعرف بـ"أسات" ASAT، وهي صواريخ قادرة على استهداف الأقمار الصناعية في المدارات الفضائية المنخفضة المحيطة بالكرة الأرضية. ويكشف التقرير أن بكين شيدت ونشرت فعلياً قواعد أرضية لصواريخ مضادة للأقمار الصناعية بقصد تدمير الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة، علاوة على محطات أرضية مزودة بالليزر مضادة للأقمار الصناعية "ومن المحتمل أنها تستهدف تعمية أو تدمير أجهزة الاستشعار الحساسة في المحطات الفضائية "في المدارات الأرضية المنخفضة". وحسب التقرير الاستخباراتي، تواصل روسيا والصين تدريباتهما لعناصر قوة الفضاء في جيوشهما، وكلاهما قام بنشر أسلحة جديدة مدمرة وغير مدمرة مضادة للأقمار الصناعية. تتضمن الأسلحة الروسية "قدرات تشويش فضائية إلكترونية، وأسلحة طاقة موجهة، علاوة على قدرات في المدارات الفضائية، ومحطات أرضية لإطلاق صواريخ مضادة للأقمار الصناعية ASAT، وذلك لاستهداف الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وحلفائها". ويرى التقرير أن روسيا، بشبكتها العملاقة من أجهزة الاستطلاع، والاتصالات، والأقمار الصناعية الملاحية، "ستبقى المنافس الفضائي الرئيسي".
مشاركة :