يتوقف صلاح المجتمع على صلاح أطفاله الذين هم شباب الغد وعماد الوطن ومن ثم ينبغي العناية بالأطفال عناية كاملة، فمن المعروف أن الطفل الحديث يتعرض لمؤثرات كثيرة تساهم في إكتسابه القيم الدينية والأخلاقية ومن ضمن هذه المؤثرات وسائل الإعلام والأسرة والمدرسة. ويعد الإعلام مجالًا كبيرًا لتغيير إتجاهات المجتمع وأنماط سلوكياته، ويعتبر إعلام الطفل مدخلًا هامًا إلى تعليمه وتربيته ويشكل أيضًا جانبًا خطيرًا من جوانب سلوكيات، فلا أحد ينكر أهمية إعلام الطفل لتنشئته وتوجيهه وتنمية فكره ولكن للأسف أجهزة الإعلام غفلت عن دورها وعن مهمتها الرئيسية تجاه الطفل فأصبحت تقدم برامج إذاعية وتلفزيونية ومجلات وكتب مخصصة للطفل وأفلامًا كرتونية لا تتناسب مع عقلية وهوية الطفل وقيمه الدينية لإحتواء بعضها على العنف والبعض منها تروج لعادات سيئة تخالف القيم الدينية وتخالف فطرة الطفل مما يتسبب في حدوث مشكلات نفسية وسلوكية للأطفال، فأغلب ما تقدمه وسائل الإعلام من برامج ومواد محتواها موجه للطفل الغربي وليس للطفل العربي المسلم . ومن خلال ملاحظتي لبعض البرامج وأفلام الكرتون التي من المفترض أنها تكون موجهة للطفل إلا أنني أجد محتواها لا يتناسب مع طبيعة الطفل كقصص الحب والغيرة الموجودة في أغلب الأفلام الكرتونية وكأنني أشاهد مسلسلا للكبار، وأصبحت تركز على تسلية الطفل وترفيهه في المقام الأول وليس على تعليمه وتربيته . وفي السنوات الأخيرة أصبح إنتاج أجهزة الإعلام العربية لبرامج الأطفال ضعيفا سواء بعددها أو بمحتواها، واتجه أغلب الأطفال إلى متابعة برامج اليوتيوب التي أتضح ضررها أكبر من نفعها للطفل وخاصة بغياب متابعة أحد الوالدين، ولا أنكر أن هناك بعض البرامج الجيدة التي كان لها تاثير مفيد على سلوك الطفل وتكسبه المهارات والمعارف وتنمية خياله وتقوية العلاقات الاجتماعية، لذلك يجب على الوالدين مشاهدة هذه البرامج والأفلام الكرتونية لمعرفة إن كانت تناسب أطفالهم أو لا، وأيضا على القائمين على إنتاج البرامج والمواد المخصصة للطفل وأجهزة الإعلام أن يقوموا بإنتاج وعرض برامج ومواد تساهم في تعليم الطفل وتثقيفه وتوجيهه وتحسين سلوكه .
مشاركة :