طارق الشناوي يكتب: 14 أغسطس 2013 الحلقة الوثيقة

  • 4/19/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إنه يوم فارق جدًا فى تاريخنا المصرى، أغلبنا شهود عيان على كل التفاصيل، مثل هذه الأحداث القريبة جدًا لا تبرح الذاكرة، تظل حاضرة فى الوجدان، استند صُناع المسلسل إلى الوثيقة، وهكذا جاءت الحلقة الخامسة تنقل بدقة ما حدث، متكئة على أكثر من مصدر، بينها المجلس القومى لحقوق الإنسان وقناة الجزيرة، كانت لدى الدولة أشرطة، جزء كبير منها من خلال رصد الناس العادية، حتى من هم داخل رابعة أو النهضة تمت الاستعانة بلقطاتهم. فض الاعتصام قرار سيادى اتخذته الدولة وتمت إحاطته بسياج قانونى، وهو أنه لا توجد أى ملاحقة أمنية لمن يغادر رابعة والنهضة إلا فقط لمن صدرت بحقه أحكام تنفيذية، بينما يعود الجميع إلى بيوتهم آمنين. الحلقة ترصد تصاعد الموقف، الدولة حريصة على عدم إراقة الدماء، لأن كلهم مصريون، وحفظ أمنهم وسلامهم هو واجب الدولة، وهكذا جاء القرار بأن كل مصرى بعيدًا عن توجهه السياسى هو مسؤولية الدولة للحفاظ على حياته آمنًا من كل سوء، فى الحلقة التى شاهدنا وثائقها كانت الطلقات الأولى من بعض العناصر الإرهابية فى رابعة والنهضة، والشهداء هم رجال الشرطة، ورغم أن الشرطة اضطرت للدفاع عن النفس إلا أنها أيضا التزمت بالضبط والربط لأقصى درجة من أجل السيطرة على ردود الأفعال، كانت الخطة ضرب الكنائس وأقسام الشرطة فى العديد من المحافظات، نجحوا قطعًا فى تحقيق عدد كبير من الأهداف الشيطانية، وسيطرت الضربات القاتلة المجنونة الرامية لحرق الوطن على المشهد العام، لا يعنيهم شىء سوى سقوط الدولة وعودة مرسى، قيمة مسلسل الاختيار فى الجزء الأول، والتى تأكدت فى الثانى أنهم استندوا إلى الوثيقة المدعمة بالصدق، اللقطات المتعددة التى احتوتها الحلقة تُظهر إلى أى مدى كانت الدولة من خلال قرار سيادى حريصة على حفظ دماء المصريين، كل المصريين، وفى نفس الوقت فإن تأجيل قرار الفض كان حتمًا سيؤدى إلى كارثة أكبر، سيزداد تسليح المعتصمين وربما نجحوا أيضًا فى زيادة العدد باستقطاب آخرين، بدعاوى مختلقة، مما يعنى أن الرقم فى النهاية سيتضاعف فيه عدد الضحايا حتمًا، ولهذا فلا أتصور أن الانتظار لا يعنى سوى أن مزيدًا من الدماء ستُراق وعشرات من الأرواح ستُزهق. التنظيم الإرهابى تمتع بقدرة على إيجاد تواصل مع كل العناصر فى توقيت واحد، وهذا يدل على أنهم شكلوا قوة لا يمكن الاستهانة بها، الحصول على مصادر متعددة من الأسلحة كان واحدًا من أسباب تلك القوة، كما أنهم يوجهون فى نفس الوقت ضربات متعددة فى مختلف المحافظات بغرض إسقاط الدولة. هذه الحلقة هى شهادة متعددة المصادر، لم تغفل كل ما يدور داخل الشارع حتى على المقهى، كان هناك صوت يدافع عنهم وعن حقهم فى الحياة، وجاء صوت هادى الجيار الذى لعب دور والد الضابط أحمد مكى ليؤكد حقهم قطعًا فى الحياة ومسؤولية الدولة هى فى الحفاظ على أرواح كل المصريين، على شرط ألا ترفع السلاح أو حتى تهدد باستخدامه أو تعتبره إحدى الوسائل الممكن استخدامها، شاهدنا رموز الإخوان فى الاعتصام واقعيًا وليس فقط دراميًا، وكيف أنهم يثيرون ويؤججون المشاعر ضد الوطن، يلقون الزيت على النيران لتزداد اشتعالًا، الحلقة الخامسة ستظل دومًا حلقة فارقة فى تاريخنا الدرامى. المقال: نقلاً عن "المصري اليوم".

مشاركة :