لايزال أكثر من 33 ألف شخص في أميركا يعانون من آثار مرضية ناجمة عن حادث الحادي عشر من سبتمبر 2001، من بينها 4385 حالة سرطان، منهم 950 رجل إطفاء، وحمل موت السيدة المسماة سيدة الغبار قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، والتي تم تصويرها وهي خارجة من ركام الحادث، إلى الأذهان الأمراض الصامتة التي جلبها حادث سبتمبر. وقد ظلت هذه السيدة تعاني قبل موتها من سرطان الحنجرة، الذي أصيبت به بسبب التلوث في موقع الحادث. وتسبب الحادث في حالات عدة مثل اضطراب ما بعد الصدمة النفسية، وحالات مزمنة بسبب الغبار الناتج عن انهيار البرجين، مثل مرض انسداد الرئتين والربو، وأمراض القلب. ويتذكر رجل الإطفاء كين جورج، بوصفه أول رجل إطفاء يصل إلى موقع الحادث، أنه ظل يقضي 16 ساعة في اليوم، يبحث بين ركام برجي مركز التجارة عن ناجين، واستطاع أن ينتشل في الستة أشهر التالية جثثاً وأطرافاً بشرية. ويقول إن الكثير من الأهالي يسلمونه صوراً لذويهم المفقودين في الأنقاض، لكي يتعرف إليهم وينقذهم، أو ينتشل جثثهم. ويضع تلك الصور تحت خوذته أجثو على ركبتي وأهبط إلى أسفل لعمق 25 قدماً في حيز بحجم قمرة السيارة، وأسمع ضجيج السيارات فوقي، وأشعر بالغبار يتساقط فوق وجهي، والظلام يحيط بي، وأسأل نفسي هل أهبط أكثر من ذلك؟ لكنني أمضي، لأن شخصاً ما قد يفعل مثل ما فعلت من أجل ابنائي. وخلال الـ14 عاماً التالية للأحداث ناضل جورج وآلاف مثله من رجال الإطفاء، والضباط، والموظفين، من أجل أن تنصفهم الحكومة. ونتيجة لذلك ضمت الحكومة أكثر من 70 ألف شخص إلى برنامج صحي، تم تنظيمه بموجب قانون جيمس زادروغا، وهو قانون أجازه الكونغرس عام 2010 تحت مسمى جيمس زادروغا، أول شرطي في نيويورك يتوفى بمرض الرئة السوداء جراء الحادث. ويوفر هذا القانون التعويض والرعاية الصحية لمن يعانون من الآثار السلبية للحادث، إلا أن العمل به سينتهي الشهر المقبل، وستنفد الأموال العام المقبل، ويجاهد الضحايا من أجل تجديده. ويتناول جورج 30 دواء في اليوم، إذ إنه يعاني من وجود مسحوق زجاج داخل رئتيه، وخضع لإزالة ورمين كبيرين، ويعاني من مشكلات في القلب، واضطراب ما بعد الصدمة النفسية، ومشكلات في التنفس.
مشاركة :