هل قصد المخرج الإيطالي ماثيو غارون، الذي يعد أحد رواد سينما الواقع الإيطالية، بفيلمه حكاية الحكايات محاكاة الواقع عبر تضمينه مجموعة من الإسقاطات على حياتنا اليومية، أم أنه يعبر من خلال هذا الفيلم عن مدى شغفه بالفنتازيا التاريخية، التي أجبرته على استدعاء حبكة فيلمه الجديد من القرون الوسطى؟ أسئلة قد تقف عندها طويلاً، عندما تشاهد فيلم حكاية الحكايات (Tale of Tales)، الذي اقتبسه المخرج غارون صاحب فيلم رياليتي من خرافات شعبية إسبانية الأصل جمعها الشاعر غيمباتيستا باسيلي في كتاب ضم نحو 50 قصة. مواجهة الظلم الفيلم الذي قدمت له السفارة الإيطالية بالتعاون مع شركة فرونت رو، أول من أمس، عرضاً خاصاً في صالات فوكس بميركاتو مول بدبي، يقوم على 3 حكايات مختلفة، لكل واحدة منها خطها وأحداثها، لتتفق جميعها على فكرة العدل ومواجهة الظلم، فمن ملك وملكة (سلمى حايك، وجون سي رايلي) يتعذبان لعدم قدرتهما على إنجاب الأطفال ويضطران للاستعانة بعراف يقول لهما إن حل مشكلتهما يكمن في قتل وحش، والحصول على قلبه، لتجد الملكة في النهاية نفسها مطالبة بدفع حياتها ثمناً لإعادة ابنها للقصر. أما الخط الثاني فيدور حول ملك (الممثل فانسينت كاسيل) دائم البحث عن شهواته، تفتنه دورا بصوتها الجميل، ويعتقد أنها شابة عذراء جميلة، ليكون الخط الثالث في مملكة التومونتي التي يحكمها ملك غريب الأطوار (الممثل توبي جونز)، يربي حشرة برغوث تحت سريره. قصص أطفال المتابع للفيلم يشعر للوهلة الأولى أنه أمام قصص أطفال، مستنسخة من قصص الجميلة النائمة وسندريلا ورواية غيم أوف ثرونز، التي تدور في ذات الفلك، إلا أن غارون تمكن من خلال شخصياته والمشاهد البصرية التي تضمنها الفيلم من خلق عالم يدمج فيه بين الحقيقة والخيال، مستخدماً فيه أسلوب الكوميديا المطعم بالتراجيديا، كما في مشهد اختبار الخاطبين، الذي يبدأ كوميدياً وينتهي بالتراجيديا، ومشهد زواج ملك مملكة سيلفاسيكورا، الذي يكون على الخط ذاته حيث تبحث فيه شقيقة دورا عن سر تجديد الشباب لتنتهي بفقدانها جلدها، ليحاول المخرج من خلال مشاهده هذه أن يقدم لنا إسقاطات على واقعنا الحالي، مثل البحث الدائم عن الجمال والصراع بين الأجيال والانتقال المؤلم من مرحلة المراهقة إلى البلوغ، وغيرها. قائمة يعتبر المخرج ماثيو غارون، أحد رواد سينما الواقع الإيطالية، ويعد هذا الفيلم السادس في قائمة أفلامه الطويلة، ويلعب بطولته سلمى حايك، وتوبي جونز، وفانسينت كاسيل، وجون سي رايلي التقييم: *****