مع موجة التقلبات الأخيرة التي منيت بها العملات المشفرة ، عاد الدور الذي يمكن لصغار المستثمرين أن يلعبوه في أسواق الاستثمار حول العالم للظهور مجددا بعد أن نجحت تلك الفئة في تكبيد كبار صناديق التحوط خسائر بمليارات الدولارات في موقعة أسهم "المميز" الشهيرة التي دارت رحاها في وقت سابق خلال يناير الماضي. ففي الوقت الذي كانت فيه غالبية الأصول المشفرة تشهد تراجعات قياسية على مدار الأيام القليلة الماضية بما في ذلك البيتكوين، كانت عملة "الدوج كوين"، التي أنشئت كمزحة، ترتفع بنحو 20% وسط إقبال قياسي من المستثمرين الأفراد الذين باتو المحرك الرئيسي للسوق ويتأهبون مجددا للتغلب على عمالقة العملات المشفرة بما في ذلك حيتان البيتكوين، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ. ويطلق لقب "حوت" في عالم البيتكوين المليء بالغموض والإثارة على المستثمر الذي تتراوح حجم محفظته ما بين 10 آلاف إلى 100 ألف بيتكوين ما يجعل ثروات هؤلاء الأشخاص تقدر بملايين الدولارات مع المستويات القياسية الحالية التي تحققها العملة المشفرة. وبالنسبة إلى مايك ماكغلون، المحلل لدى Bloomberg Intelligence فإن ما يحدث من ظهور قوي للمستثمرين الأفراد في عالم الأصول المشفرة ما هو إلا نتيجة لعاصفة محكمة من تبعات الجائحة تسببت في الكثير من السيولة بالأسواق بعد إجراءات التحفيز التي اتخذتها البنوك المركزية بالإضافة إلى إجراءات الإغلاق والتي اتاحت الوقت الكافي لتلك الفئة من المستثمرين للرهان والمضاربة. قوة مفرطة وفي وقت كانت فيه كافة الأصول المشفرة تحلق في وقت سابق من الأسبوع الماضي مع طرح شركة "كوين بيز" كأول شركة تعمل في هذا الحقل، كانت تغريدة مزيفة من أحد المستثمرين الأفراد كفيلة بهبوط حاد في سعر البيتكوين لتذكر بقاعدة استثمارية هامة مفادها "التقلبات الشديدة للأسعار أمر شائع". وتسببت التغريدة التي ادعت أن وزارة الخزانة الأميركية بصدد القيام بشن حملة على عمليات غسيل الأموال باستخدام الأموال المشفرة في هبوط البيتكوين بنحو 15% في تداولات يوم الأحد الماضي بعد أن لامست العملة المشفرة أعلى مستوياتها على الإطلاق حول مستويات 65 ألف دولار للبيتكوين الواحد. ويضيف تقرير بلومبرغ " تسبب تغريدة خاطئة في انهيار أسعار البيتكوين حتى مع تبني العملات المشفرة على نطاق واسع في وول ستريت يذكرنا بالقوة والمقدرة التي يتمتع بها المستثمرون الأفراد".
مشاركة :