قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»: «إن الوقت لم يعد يسمح لعقد مؤتمر «جنيف - 2» في منتصف الشهر المقبل أو أواخره ما يعني أن «الأمر الواقعي» أن يعقد في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل»، مشيرة إلى أن هناك إجراءات عدة ونقاطاً كثيرة يتم البحث بها قبل تحديد الموعد الأكيد. وتوقعت المصادر أن يعلن عن موعد المؤتمر بعد الاجتماع التشاوري بين الجانبين الأميركي والروسي مع المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف غداً. ولم تستبعد المصادر بحث مؤتمر «جنيف - 2» في الاجتماعات الجارية في العاصمة السويسرية حول ملف إيران النووي، خصوصاً بين الجهات الغربية الحاضرة. وقال أحدهم: «نستبعد كلياً أن يكون الملف السوري حاضراً في شكل رسمي في هذه المحادثات». وقالت: «من الخطأ الفادح النظر إلى مؤتمر «جنيف - 2» على أنه المناسبة الأولى والأخيرة لحل القضية السورية»، بل اعتبروا أن هذا المؤتمر سيكون «واحداً من سلسلة اجتماعات ستستمر ربما لأشهر طويلة وسيكون مخاضها شاقاً وعسيراً». لكنهم توقعوا حل هذه القضية خلال عام 2014، خصوصاً أنهم اتفقوا على أن مشكلة اللاجئين والتوتر المذهبي ومشكلة «الإرهابيين الجهاديين» تهدد أمن المنطقة واستقرارها، خصوصاً الأردن ولبنان حيث يوجد عدد كبير من اللاجئين مرشحة أعدادهم للارتفاع. وتابعت المصادر انه من «مصلحة الجميع حل المشكلة السورية قبل وصولها إلى نقطة اللاعودة»، مشيرين إلى احتمالات عدة «أفضلها سيئ جداً على المنطقة، إضافة إلى تزايد خطر تدفق الإرهابيين إلى سورية الذي يزداد في شكل واضح وأكيد. وهذا الخطر لا يشكل خطراً على سورية المنطقة فقط، بل على العالم، خصوصاً أن مئات أو آلاف الأوروبيين والغربيين يتدفقون إلى سورية للالتحاق بمنظمات إسلامية متطرفة ما سينعكس سلباً على أمن أوروبا والعالم، إضافة إلى مشكلة اللاجئين التي لم يعد يحتملها الضمير الإنساني». وأعربت المصادر ذاتها عن قناعتهم أن المعارضة السورية ستحضر المؤتمر الدولي بعدما أعلن «الائتلاف الوطني السوري» ذلك، مشددة على «أهمية حضور جميع أطياف المعارضة السورية عدا الجماعات الإسلامية المتشددة بكل مكوناتها». وقالت: «إن النظام السوري سيحاول إثارة خطوات وحوادث لمنع المعارضة من المشاركة في «جنيف - 2» وعلى المعارضة أن تكون واعية لذلك»، لافتة إلى أنه «من الصعب جداً» حضور إيران هذا المؤتمر، خصوصاً أنها لا تعترف بـ «جنيف - 1». لكنها قالت إن الأمر سيتغير إذا غيرت إيران رأيها واعترفت ببيان جنيف الصادر في حزيران (يونيو) العام الماضي، ونص على تشكيل حكومة موقتة بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول المعارضة والنظام. وأشارت المصادر إلى أنه من الممكن وجود ديبلوماسيين أو مسؤولين إيرانيين أو قطريين أو سعوديين أو غيرهم في جنيف أثناء عقد المؤتمر للتشاور من دون مشاركتها الرسمية فيه. وقالت هذه المصادر إن هناك تفاؤلاً حذراً بإنهاء الحرب السورية خلال عام 2014، لأن مواقف دول مثل إيران أو روسيا «قد تتغير هذا مع العلم أن دولاً عدة أثارت مسألة مشاركة إيران و «حزب الله» في الحرب السورية لمصلحة النظام ورغبة المجتمع الدولي في وقف هذا التدخل غير أن النظام الإيراني الجديد لم يرد على هذه الرغبات». في المقابل، أشارت المصادر إلى «تعاون إيجابي» من قبل الإدارة الروسية إزاء المؤتمر الدولي، مضيفة أننا سنعلم مدى هذه الإيجابية وحقيقتها عندما يبدأ «جنيف - 2». ورفضت المصادر اعتبار «التقدم العسكري لقوات النظام و «حزب الله» وأبو فضل العباس (الذي يضم مقاتلين شيعة) نصراً عسكرياً»، قائلة: «ليس هناك تغيير يذكر في ميزان القوى على الأرض على الأقل من الناحية الاستراتيجية، بل يمكن القول الوضع يراوح مكانه».
مشاركة :