روسيا تسلم سورية طائرات وأسلحة جديدة

  • 9/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسلمت سورية من حليفتها موسكو مقاتلات وطائرات استطلاع فضلاً عن معدات عسكرية لمساعدتها في محاربة المتطرفين في مؤشر لدور روسي أكثر تاثيراً في النزاع السوري. وأفادت مصادر عسكرية سورية أمس الثلثاء (22 سبتمبر/ أيلول 2015) وكالة «فرانس برس» أن الجيش السوري «بدأ باستخدام» أسلحة روسية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سورية. وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، بدون كشف اسمه، «نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي» إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية. وأضاف المصدر «بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديداً في استهدافات على أرتال لتنظيم داعش». وقتل ما لا يقل عن 38 من عناصر تنظيم «داعش» الاثنين في ضربات جوية «محددة» شنها الطيران الحربي السوري على مواقع للمتطرفين في وسط البلاد، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلثاء. وأشار المصدر العسكري الرفيع المستوى إلى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتاً إلى أنها «أسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات». وبحسب المصدر، يرافق المقاتلات الروسية «طائرة شحن كبيرة وطيارون روس مهمتهم تدريب الطيارين السوريين». وأكد أن الجانبين الروسي والسوري «لا يخفيان وجود عدد من الضباط أو الجنود الروس» مهتهم تدريب نظرائهم على الأسلحة الجديدة. وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية لـ «فرانس برس» أنه بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة «وصلتنا أيضاً أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (...) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية». ووفق المصدر ذاته فإنه «منذ نحو عشرين يوماً بدأت القوات البرية في المنطقة الشرقية تلاحظ فرقاً كبيراً في العمليات العسكرية، وأصبحت القوات البرية مرتاحة أكثر بسبب التغطية الجوية التي تصيب أهدافها بدقة». ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية. وأكد مسئولون أميركيون الإثنين لـ «فرانس برس» نشر روسيا طائرات مقاتلة في أراضي حليفتها من طراز إس يو-24 وإس يو-25. وقال أحد المسئولين الأميركيين إن من شأن الطائرات الروسية أن تتيح لموسكو «شن ضربات بعيداً في سورية وحتى في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش». واعتبر طوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي أن نشر الطائرات يعني أن «على الجميع الانتباه إلى روسيا، كون ذلك يجعلها لاعباً أساسياً على الصعيد السياسي حتى وإن لم تقم بأي فعل عسكري يُذكر واكتفت على سبيل المثال ببعض الطلعات الجوية». والإثنين، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية إن العقد الساري بين موسكو ودمشق ينص على تسليم سورية «خمس مقاتلات من طراز ميغ - 29 إم/إم 2 بحلول العام 2016 وثلاث أخريات بحلول 2017»، فضلاً عن «مجموعة أولى» من طائرات التدريب ياك-30. و أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية أن العمل «ربما يجري على إعداد موقعين» شمال مطار اللاذقية في سورية «لاستقبال قوات روسية»، بحسب معهد «إي إتش إس جين أنتلجنس ريفيو» المتخصص في المعلومات العسكرية الثلثاء. وقال المعهد ومقره لندن إنه «بعد تحليل صور أقمار اصطناعية، حدد إي اتش إس جين موقعين جديدين في سورية ربما يجرى إعدادهما لاستقبال قوات روسية. وهاتان القاعدتان، مجمع اسطامو لتخزين الأسلحة ومجمع الصنوبر العسكري، تقعان شمال مطار اللاذقية، ويبدو أن الاستعدادات جارية لاستقبال قوات روسية». وأضاف أن «هذا النشاط يشمل تشييد مبان جديدة وتنظيف السطح بالإضافة إلى تعبيد الأرض وتسويتها. وهناك وجود لخيم من النوع نفسه المستخدم من قبل وحدات عسكرية روسية». وتابع المعهد أن «هذا يمثل زيادة كبيرة في القدرات القتالية الروسية في سورية. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلثاء إن روسيا زادت عدد طائراتها في سوريا ولكن يبدو أن تلك الطائرات تهدف حتى الآن إلى الدفاع عن قاعدتها الجوية وليس شن هجوم. وصرح كيري «نعم لقد زادت (روسيا) عدد طائراتها، وهناك أنواع معينة من الطائرات يمكن أن تثير تساؤلات انطلاقاً مما ستقرره روسيا بشأن نواياها على المدى الطويل». وتدارك «ولكن في الوقت الراهن فإن جيشنا ومعظم الخبراء يرون أن مستوى وطراز (الطائرات) يجعلانها تشكل حماية لانتشارها في قاعدة جوية، بالنظر إلى أن هذه منطقة نزاع». دبلوماسياً، اجتمع موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ليومين مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة المهمات شكلتها الامم المتحدة تمهيداً لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية. وتشكل مجموعات العمل الأربع هذه أساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا أواخر يونيو/ حزيران من أجل التوصل إلى السلام في سورية، وذلك بعدما أخفق مؤتمرا جنيف حول سورية في وقف الحرب.

مشاركة :