قال الناقد الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد والأدب المقارن بكلية الآداب بمناسبة حلول "الذكرى الـ35 لرحيل صلاح جاهين"، يُعد صلاح جاهين أحد الرموز الإبداعية والأيقونات داخل بينية القصيدة العامية المصرية التي استطاعت أن تعبر عن أزمات الشعب المصري وعن أفراحه، وأيضا يمتلك صلاح جاهين القصيدة الفلسفية العميقة التي تعبر عن أزمة الإنسان في القرن العشرين خاصة في مصر وحياته في واقعه المعيشي. ولفت:"جاهين هو مشروع متكامل، على صعيد تناول قصيده العامية للقضايا المطروحة داخل مجتمعنا المصري وأيضا للتعبير عن أزمة الإنسان مع واقعه، كما استطاع صلاح جاهين أن ينقل فكره إلى الدراما خاصة في الأغاني التي وجدت في بعض المسلسلات، وأيضا ربعيات "صلاح جاهين" كان لها تأثير كبير في العامية المصرية خاصة أنه كان يبعث من خلالها في بنية لغوية مكثفة للتعبيرعن أزمته كإنسان في الواقع المعيشي". وتابع: "أستطيع أن أقول في رحلة صلاح جاهين الشعرية والفكرية أنه فيلسوف وجودي من طراز فريد، لأنه استطاع أن يتلمس في قصيدته الشعرية – خاصة في ربعياته - الأزمات التي يمر بها الإنسان في حياته وأنه أيضًا كان يبعث من خلالها خلاصه تجربته الإنسانية، بمعنى أن تجارب حياته استطاع أن يفلسفها ويكثفها في كبسولة إبداعية تأتى إلينا من خلال ربعياته". واختتم:" فصلاح جاهين هو شاعر العامية الكبير، وهو شاعر فترة الستينيات والسبعينيات بامتياز، حيث إنه لعب دورًا سياسيًّا من خلال قصائده، خاصة القصائد التي غناها كبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ، ومن ثم استطاع صلاح جاهين أن يوظف قصيده العامية المصرية في الدعم النفسي للشعب المصري، وأيضًا مساندة الدولة المصرية في فترات كانت صعبة للغاية، ولكن قصائده ارتقت وحفزت الشعب المصري على البناء وعلى الصمود خاصة في أغنية "صورة" وغيرها من الأغاني التي غناها عبد الحليم حافظ، بالتالي صلاح جاهين استطاع عن يعبر عن أفراحنا وأيضًا استطاع أن يعبر عن أزماتنا والتي تجسده في أزمة "هزيمة 67"، وبالتالي فهو شاعر قدير بامتياز استطاعت قصيدة العامية أن تؤرخ للنقلات السياسية التي مرت بمصر من فترة الستينيات ومرورًا بفترة السبعينيات وتجسيد انتصارانا في حرب 73. بينما قال الناقد المسرحي الدكتور محمود سعيد إن صلاح جاهين هو شاعر الأغنية الجميل وكاتب الكلمات الوطنية المعبرة وهو الزجال الساخر والشاعر الرومانسي وكاتب الدراما التلفزيونية، وهو أيضا الصحفي المهم، والكاتب المسرحي الجميل". ولفت:" إلا أنه فوق كل هذا هو "صلاح... الصالح لكل شيء ولكل موقف ولكل زمن عبر كلماته والرباعيات المهمة، شديده الخطورة، شق لنفسه مكانا وسط الخلود، قد بني صرحًا ومدرسة شعرية مميزة تخرجت منها أجيال وأجبال، فهو الضحكة الساخرة وسط الكاريكاتير المعبر، هو صلاح جاهين ممثل كل الأدوار، وهو من استخدم الكاريكاتير والصور الكوميدية في كل شيء حتى أن الطبيعة ذاتها منحته شكلا كاريكاتوريا من ضخامة الجسد وقوه القلم ورقه القلب وعيون معبره.. وكأنه دوما يقول ملعون أبو الدنيا".
مشاركة :