مع انتظار استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني الأسبوع المقبل، قال مسؤول أميركي إن واشنطن قدمت خلال محادثات فيينا تصوراً عن عقوبات قد تُخفف عن إيران، مشيراً إلى أن إدارة بايدن ترى أن العمل الدبلوماسي هو الطريق للعودة إلى الاتفاق النووي. وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال». قطاعات قد ترفع عنها العقوبات إلى ذلك، كشفت مصادر أميركية عن أن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة لتخفيف العقوبات في قطاع النفط والقطاع المالي، مما يساعد على تضييق الخلافات في المحادثات النووية. وقال شخصان مطلعان على المحادثات إن الولايات المتحدة منفتحة على رفع العقوبات عن البنك المركزي الإيراني وشركات النفط والناقلات الوطنية الإيرانية والعديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية بما في ذلك الصلب والألومنيوم. كما أكد مسؤول أوروبي للصحيفة أن واشنطن مستعدة أيضا لتخفيف محتمل للعقوبات على قطاعات تشمل المنسوجات والسيارات والشحن والتأمين، وجميع الصناعات التي من المقرر أن تستفيد منها إيران في اتفاقية 2015. العقوبات باقية على الحرس الثوري لكن الولايات المتحدة لا تفكر حالياً في رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني. بينما من المرجح أن يكون موضوع الخلاف هو إدراج مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بقائمة الإرهاب. فيما حذر دبلوماسيون من أسابيع صعبة قادمة في مفاوضات الاتفاق النووي، وفق وول ستريت جورنال. وأشار دبلوماسي مطلع على محادثات فيينا إلى أن المفاوضات قطعت نحو نصف الطريق، متوقعاً التوصل إلى اتفاق خلال جولتين من المحادثات على أبعد تقدير. وأكد الدبلوماسي الذي تحدث لصحيفة «بوليتكو» شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه في الأيام القليلة الماضية ، «زادت سرعة المفاوضات» ووصلت إلى «منتصف الطريق تقريبًا». لكن القوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، أكدت اليوم الأربعاء أنها لمست تقدما في أول جولتين من المفاوضات لإحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015 لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها. من جهته، شدد السفير الروسي للمنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، على أهمية استعادة هذا الاتفاق المبرم بين طهران والدول الغربية في 2015. لا بديل عن الاتفاقية واعتبر ألا بديل عن تلك الاتفاقية، مضيفاً أن استعادة الاتفاق المتهاوي سيوفر ضمانات موثوقة للطابع السلمي لبرنامج إيران النووي. كما قال في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر، اليوم الأربعاء: «بعض الأطراف تعارض استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن هل هناك بديل واقعي؟.. لا». إلى ذلك، أضاف أن «سياسة الضغط القصوى فشلت ودفعت فقط إلى تطوير البرنامج النووي الإيراني إلى أبعد من الحدود التي وضعها اتفاق 2015. هذه حقيقة وواقع، فهل يريد أي شخص أن يستمر هذا الاتجاه؟». جولة ثالثة الأسبوع المقبل وكان الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المفاوضات بين إيران والقوى العالمية في فيينا، أعلن بيان أمس الثلاثاء أن المحادثات بين الجانبين، وكذلك مع الولايات المتحدة، على نحو غير مباشر، ستتواصل في جولة ثالثة الأسبوع المقبل. وأوضح إثر ختام محادثات الجولة الثانية أن «اللجنة المشتركة سوف تنعقد مجدداً لمواصلة عملها الأسبوع المقبل». في حين أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن المحادثات تتقدم رغم الصعوبات، لكنه حذر من أن طهران ستوقف المفاوضات إذا واجهت «مطالب غير منطقية» أو إضاعة للوقت.
مشاركة :