يحظى الهيدروجين الأخضر باهتمام كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، وكان لعلماء مصر السبق في الدخول إلى هذا المجال من خلال إسهامات فردية تمكنوا من خلالها من استخدام الهيدروجين في العديد من المجالات لتشغيل السيارات بالماء وأجهزة التسخين والبوتاجازات والأجهزة التى تعمل بالوقود البترولى وكذلك العلاج والصحة، وفى إطار التوجه العالمى للحد من انبعاثات الكربون وتخفيف آثار تغير المناخ تمشيًا مع إستراتيجية 2035/2050 ويساعد الهيدروجين الأخضر، على تحقيق أهداف رؤية 2035 ودعم الاقتصاد بشكل كبير، كما سيساهم في خفض أسعار بيع الكهرباء، وانه قادر على أن يصبح الوقود الأساس لاقتصاد نظيف في المستقبل، وسوف يكون مُغيّرًا لإستراتيجيات إزالة الكربون. وقال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة: "نظرًا لموقع جمهورية مصر العربية المتميز والثراء الواضح الذى تتمتع به في مصادر الطاقات المتجددة والتي تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبنية التحتية والأراضى المتاحة المؤهلة لهذا المجال للأنطلاق في استخدام الهيدروجين الأخضر، وأن الخطوات الحالية تتماشى مع الإسترتيجية المصرية من أجل أن تكون مصر مركز محورى للطاقة". يذكر أنه تم توقيع اتفاق نوايا بين الشركات التابعة لوزارتى الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية وشركة أبوقير لإنشاء وإدارة الموانئ مع تحالف شركة DEME البلجيكية باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه على مستوى العالم، وأيضا وقع وزير الكهرباء وجو كيزر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس اتفاق نوايا للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الاخضر في مصر كخطوة اولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا إلى امكانية التصدير. وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والقوات البحرية من جانب، وشركة "ديمي" البلجيكية من جانب آخر؛ للبدء في الدراسات الخاصة لمشروع إنتاج "الهيدروجين الأخضر" وتصديره من مصر. ومنذ بدء توقيع اتفاقيات النوايه مع الشركات، بدأت لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال حيث سيتم تحديث إستراتيجية الطاقة 2035. وفي ذات السياق أكد الدكتور نور عبد الواحد الأستاذ غير المتفرغ بهيئة الطاقة النووية واحد أهم العلماء المصريين في هذا المجال، ان مصر مؤهلة لان تكون منتج هام ورئيسى لهذا الغاز وتصديرة للأسواق العالمية التى تحتاج بشدة لذلك مؤكدا ان الطلب العالمى حاليا على الهيدروجين يبلغ نحو 60 مليون طن سنوياويتوقع مضاعفة هذا الطلب خاصة وان الإنتاج ارتفع من 3.2 جيجاوات إلى 8.2 في عام واحد نتيجة لتعدد استخداماتة في مجالات الصناعة والطب والزراعة والعلاج وغير ذلك وان انخفاض أسعار الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية إلى نحو السنت الواحد من شأنها نشر مشروعات إنتاج الهيدروجين وفصلة واستخلاصة وإنتاج الامونيا التى يمكن تصديرها لكافة دول العالم. وأكد أن تطبيقات غاز الهيدروجين لا تتوقف عند كونه مصدر للطاقة وذلك لأن الهيدروجين يمكن إنتاجه من مجموعة متنوعة من الوسائل، فيمكن استخدامه كوسيلة لنقل الطاقة، عندما يقترن ويستخدم مع أحد مصادر الطاقة الأخرى يمكن أن يعوض أوجه القصور فيها وكذلك تعزيز مواطن قوتها.
مشاركة :