وعد البابا فرنسيس رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، اليوم الخميس، بأن يزور لبنان لكن ليس قبل أن تنحي القوى السياسية خلافاتها جانبا من أجل صالح البلاد. وقال الفاتيكان إن الحريري، الذي سيجتمع كذلك مع زعماء إيطاليا خلال زيارة قصيرة للبلاد، أجرى محادثات مع البابا استمرت نحو نصف الساعة. وقال الحريري للتلفزيون اللبناني بعد ذلك إن البابا سيزور البلاد لكن بعد أن يتمكن الساسة المنقسمون من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. وأضاف “قداسة البابا سيزور لبنان لكن بعد تشكيل الحكومة… شرحت لقداسة البابا فرنسيس المشاكل التي نعاني منها وطلبت من قداسته مساعدة”. وتابع “وهذه رسالة إلى اللبنانيين بأنه علينا أن نشكل حكومة لكي تجتمع جميع القوى والدول لمساعدتنا ونتمكن من النهوض بلبنان مع أصدقائنا”. وجاء في بيان الفاتيكان أن البابا فرنسيس “أراد خلال اللقاء الذي استمر 30 دقيقة تقريبا أن يؤكد مجدّدا قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش مرحلة تتميز بصعوبة كبيرة وعدم يقين، كما وذكَّر قداسته بمسؤولية القوى السياسة كافة والتي عليها الالتزام بشكل عاجل لصالح الأمة”. وكُلف الحريري بتشكيل الوزارة في أكتوبر/ تشرين الأول لكنه ظل مختلفا مع الرئيس ميشال عون ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة. وما زال لبنان يعاني من أثر انفجار كيميائي ضخم في مرفأ بيروت العام الماضي أسفر عن مقتل 200 شخص وأحدث أضرارا بمليارات الدولارات مما زاد من ضعف اقتصاد متداع بالفعل. وقال البيان إن البابا فرانسيس، الذي أعلن أول مرة عن نيته زيارة البلاد في عظة عيد الميلاد، حث المجتمع الدولي على مساعدة لبنان في النهوض من عثرته. وطلب لبنان المساعدة من روسيا ودول أخرى. وفي وقت سابق هذا الشهر عرضت شركات ألمانية منها هامبورج بورت كونسالتينج خططا بمليارات الدولارات لإعادة بناء مرفأ بيروت والأحياء المجاورة وقالت شركة (سي.إم.إيه سي.جي.إم) الفرنسية لشحن الحاويات إنها تتبع خطة لإعادة تشغيل المرفأ. ولا يمكن أن يمضي أي من المشروعين قبل أن يكسر زعماء لبنان الجمود السياسي الذي يحول دون تشكيل حكومة ويعطل الإصلاح الاقتصادي الذي تقول الدول الغربية إنه يجب أن يحدث قبل تدفق المساعدات والاستثمارات على لبنان.
مشاركة :