«أم خالد».. نصف قرن في صناعة المخلل

  • 4/23/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر "الطرشي" أحد أهم المقبّلات لدى المصريين، ونادرا ما تخلو موائد الطعام منه خلال شهر رمضان، ويعد من أكثر السلع التي يحرص على شرائها المواطنون بكثرة في تلك الأيام، حيث تشهد محلات بيعه تزاحما وإقبالا كبيرين من الصائمين. مع أيام الشهر الكريم تتحول الحاجة "أم خالد" أقدم صانعة للطرشى البلدى بشارع الحسينى بمحافظة المنيا، إلى شعلة من النشاط، حيث يشهد المحل زحامًا لا مثيل له في وقت ما بين العصر وحتى وقت الإفطار. تقول أم خالد: أعمل بهذه المهنة منذ مايقرب من ٥٥ عاما، بيع المخلل في شهر رمضان له مذاق آخر، لأن نسبة الإقبال على الشراء كبيرة جدا، وأعشق مهنتي لأنني ورثتها أبا عن جد، ولدى خبرة كافية بها وهناك أكثر من ١٠ أنواع مخللات، منها: الزيتون، الليفت، الجزر، الليمون بأنواعه المختلفة. تضيف: يرتبط طبق "المخلل"، ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان الكريم، حيث يعتبر شريكا أساسيا للعائلة المصرية خلال هذا الشهر، ولاتخلو مائدة الإفطار من هذا الطبق الشهى، لـ"فتح النفس" بعد ساعات طوال من الصيام، ومتحلاش أكلة من غير الطرشى على سفرة رمضان. تتابع: تعتبر "مية الطرشى" أهم مكونات الطرشى، فهى ليست مجرد مياه عادية تضاف للمكونات، فهى تضم أكثر من ٢٠ نوعا من التوابل المختلفة، وتتنوع ما بين "مية حامية " أو "مية باردة"، حسب الرغبة، لكن الأكثر انتشارًا هى "المية الحامية "، حيث إن المصريين يفضلون الأطعمة المحتوية على الشطة والفلفل الحار. تشير "أم خالد " إلى أنها تعمل طوال السنة، وتبدأ في صنع المخللات بكميات كبيرة قبل شهر رمضان بثلاثة أشهر على الأقل، لأن "الطرشي" يحتاج لفترة طويلة كي يتم تخليله ونضجه، وأن أوقات "التخليل" تختلف حسب نوع الخضار، وشراء الخضروات الطازجة وتنظيفها، أولي مراحل الصنع، ثم يتم تقطيعها حسب أحجامها، ووضعها بالبراميل الخاصة بـ"التحديق"، ووضع الملح والشطة والخل، ويترك لمدة كبيرة دون الفتح عليه قبل المدة المحددة له، وتعتبر المرحلة الأخيرة هي "التكيس"، أى وضع "الطرشي" بالأكياس والعلب الخاصة به وبرشمتها، عقب نضجه لكى لايتلف، ثم يباع بعد ذلك ليكون وسيلة لفتح شهية الصائمين بعد صيام شاق طوال اليوم. عن حكايات الطرشى، تقول أم خالد: قدماء المصريين أول من عرفوا "المخلل"، حيث قاموا بـ"تخليل" الخضروات على سبيل التخزين، كما أن للمخلل ايضا علاقة بـ"التجميل"، حيث قالت بعض الروايات، إن الملكة " كليوباترا"، كانت شديدة الحرص على أن يكون طبق "الطرشي" ضمن وجبتها الغذائية، حيث يساهم ذلك بشكل كبير على صحتها وجمالها الذي حير الكثير من خبراء التجميل.

مشاركة :