تختلف الاستعدادات والتجهيزات لقدوم شهر رمضان المبارك بين الجاليات المقيمة في المملكة، بحسب العادات والتقاليد التي تتبعها تلك الجاليات في الدول التي ينتمون إليها، حيث يبدأ الترتيب لاستقباله في بعضها قبل أسابيع من حلوله فيما يبدأ البعض استعداداتهم لرمضان من بداية شهر شعبان. وكالة الأنباء السعودية التقت للحديث في هذا الجانب بنائب القنصل العام بجمهورية تشاد الهادي المختار أحمد الذي نوه في بداية حديثه بالخدمات والمساعدات الإنسانية التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- للمسلمين في مختلف دول العالم للتخفيف من معاناتهم وما يحظى به المقيمون من اهتمام ورعاية من الجهات المختصة في المملكة. واستعرض نائب القنصل العام التشادي يوميات شهر رمضان والاستعداد له في تشاد ولدى الجاليات التشادية المقيمة في المملكة، حيث أشار إلى أن استقبال رمضان قبل دخوله بما يقارب الشهر يكون بالعناية بالمساجد وتجهيزها للصلوات وصلاة التراويح وبعض الترتيبات التي تليق بهذا الشهر. وقال: "إن الأسرة التشادية تختص ببعض الأكلات وتشتهر بها عن غيرها في رمضان حيث تتزين المائدة الرمضانية بالعصائر المتنوعة ومنها "أقارا" وهو ما يسمى الكركديه والليمون كما تستخدم بعض الأسر الدخن لصنع العصير البارد وقت الإفطار مثل عصير "أبري" وبعض الوجبات التي تشتهر بها مثل المديدة التي تتكون من الدقيق والليمون والكمون إضافة إلى العصيد وأصناف أخرى كاللقيمات وشوربة اللحم وهي من أساسيات المائدة في رمضان. وأضاف: أن غالبية التشاديين يستمتعون بتناول وجبة الإفطار في الساحات الخارجية للمنازل وعادة ما يبدأ هذا الفطور تدريجيا بالماء والتمر وبعد صلاة المغرب والإقبال على الشوربة والعصائر وبعض الوجبات الخفيفة والطبيخ، والتي تؤكل مع اللحم الناشف وتبقى بعض الأسر متحلقة حول سفرة الإفطار حتى قرب صلاة العشاء. وأوضح أن معظم التشاديين ينطلقون إلى أعمالهم في فترة ما بعد التراويح التي يكون عليها إقبال كبير جدا، والاهتمام فيها ملاحظ من المصلين، وهناك من التشاديين من يختم القرآن الكريم في العشرين من رمضان، كما تقوم الأسر التشادية بعمل برنامج في رمضان تقوم خلاله كل أسرة بالإفطار عند أحد أقاربهم على مدار أيام الشهر، ويتسابقون على هذه العادة بصورة لافتة. وأكد أن الجانب الإنساني والاجتماعي يبرز لدى التشاديين من قبل دخول شهر رمضان وخلال في العشر الأواخر منه، وذلك من خلال مساعدة الفقراء عبر التجار والناس العامة، وشراء الأغراض التي يحتاجون إليها في رمضان وعيد الفطر، كما يجتمع الغني والفقير على سفرة رمضانية واحدة في منظر مألوف في تشاد، كما تعمد بعض الأسر إلى الإفطار بجوار منازلها لتحظى بمن يشاركها المائدة سواء الكبار أو الصغار، فيما يعمد آخرون لجعل أبواب منازلهم مفتوحة وقت الإفطار للزائرين من كل الفئات. وأفاد نائب القنصل العام التشادي في ختام حديثه إلى أن التشاديين يحرصون على رسم الابتسامة والفرحة على وجوه الفقراء وأبناء الجيران مع قدوم العيد، حيث تتشارك الأسر التشادية في الأحياء والقرى هدايا العيد، وهي من العادات التي ورثها المجتمع التشادي من الآباء والأجداد، وكذلك صلة الرحم وهي من أهم العادات على مدار العام، ويجتهد أغلب الناس على أن تكون بصورة أكبر في رمضان وعيد الفطر.
مشاركة :