أفرجت النيابة العامة لمحكمة أمن الدولة الأردنية اليوم (الخميس) عن 16 موقوفا في الأحداث الأخيرة بالمملكة فيما عرف بـ"قضية الفتنة". وقال النائب العام لمحكمة أمن الدولة الأردنية العميد حازم المجالي، في بيان إنه "بناءً على حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على مصلحة الوطن والمواطن، وما لفت إليه جلالته أننا في شهر الرحمة والمغفرة، فقد جرى وضمن الأطر والمعايير القانونية الإفراج عن عدد من الموقوفين في الأحداث الأخيرة، في هذا الدور من أدوار التحقيق وعددهم 16 موقوفا". وتابع المجالي أنه "فيما يتعلق بالمتهمين باسم عوض الله، والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد، فلم يتم الإفراج عنهما ارتباطاً باختلاف أدوارهما وتباينها والوقائع المنسوبة إليهما ودرجة التحريض التي تختلف عن بقية المتهمين الذين تم الإفراج عنهم". وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت في الرابع من أبريل الجاري السيطرة على "تحركات ونشاطات" للأمير حمزة الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني وشخصيات أخرى شملت اتصالات مع جهات خارجية لزعزعة أمن واستقرار الأردن، مؤكدة اعتقال ما بين 14 و16 شخصا. وأعلنت النيابة العامة الثلاثاء إنهاء التحقيقات في القضية، مضيفة أنه "تبين بنتيجة التحقيق أنها قد احتوت على أدوار ووقائع مختلفة ومتباينة للمتورطين بها، والتي كانت ستشكل تهديداً واضحاً على أمن واستقرار المملكة". ويأتي الإفراج عن الموقوفين بعد دعوة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم المسؤولين المعنيين إلى النظر في الآلية المناسبة ليعود "كل من انجر وراء الفتنة" إلى "أهله بأسرع وقت". وجاءت دعوة الملك ردا على مناشدة عدد من الشخصيات من عدة محافظات، الصفح عن أبنائهم، الذين انقادوا وراء هذه الفتنة، بعد أن رفعوا عريضة له موقعة من شخصيات عشائرية، مستذكرين قيم الهاشميين في التسامح والعفو، خلال لقاء في قصر الحسينية، وفق بيان للديوان الملكي. وقال الملك : إنه "كأب وأخ لكل الأردنيين، وبهذا الشهر الفضيل، شهر التسامح والتراحم، الذي نريد فيه جميعا أن نكون محاطين بعائلاتنا، أطلب من الإخوان المعنيين النظر في الآلية المناسبة ليكون كل واحد من أهلنا اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجر وراء هذه الفتنة عند أهله بأسرع وقت". وتابع أن "ما جرى كان مؤلما، ليس لأنه كان هناك خطر مباشر على البلد، فالفتنة كما تحدثت أوقفناها، لكن لو لم تتوقف من بدايتها كان من الممكن أن تأخذ البلد باتجاهات صعبة". ومضى قائلا "من البداية قررت أن نتعامل مع الموضوع بهدوء، وأنتم بصورة ما حصل، وكيف خرجت الأمور عن هذا السياق". وأضاف الملك "أن ما حدث من سوء تقدير واندفاع وراء فتنة مؤلمة ومن غير تفكير بالنتائج لا يهزنا، بلدنا قوي بوجودكم، وثقتي بمؤسساتنا ليس لها حدود". وكان العاهل الأردني قد وجه في السابع من أبريل الجاري رسالة طمأن فيها الشعب الأردني بأن "الفتنة وئدت"، مؤكدا أن الأمير حمزة، التزم أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، بحسب الديوان الملكي.
مشاركة :