لكبيرة التونسي (أبوظبي) اعتاد علي المدني أن يصطحب ابنه أيمن ذا السنوات العشر، ليشركه في اختيار خروف العيد، ولا يتوانى عن شرح فضل الأضحية، والهدف منها وشروطها وقيمة هذه الشعيرة الدينية المقدسة، محاولاً تعزيزها في نفوس أبنائه. ويصر على جلب الأضحية للبيت قبيل العيد لإدخال الفرحة إلى قلوب صغاره الذين أصبحوا يقدسون هذه الشعيرة وينتظرونها بصبر نافد. جزء من الذكريات إلى ذلك، يقول المدني إنه يقدر شعيرة الذبح ويعدها جزءاً من ذكرياته، لافتاً إلى أنه تعلم ذبح شاته على يد والده الذي كان بدوره يقدس هذه المناسبة. ويضيف: «تعلمت من والدي أن عيد الأضحى مناسبة للتضحية والتسامح والتكافل والرحمة والتصدق، وهذا ما أحاول أن أمرره لأبنائي، ولا أتنازل عن ذبح الأضحية التي أتصدق بثلثيها للفقراء والمساكين، لأدخل الفرحة على قلوب من ليس له القدرة على الذبح، وقد لاحظت أن أبنائي تغمرهم السعادة خلال هذه المناسبة، بحيث يملؤون البيت فرحة تصل ذروتها يوم العيد، حيث يرتدون ملابسهم الجديدة ويحرصون على صلاة العيد وبعدها يرافقوني للمسلخ لذبح الأضحية». من جهتها، تقول شما النعيمي إنها تعودت منذ أن كانت طفلة على حضور الخراف في البيت قبل ليلة عيد الأضحى بأيام، بحيث كانت تفتخر بتوافر عديد منها أمام صديقاتها وبنات الجيران، وكان بعض الأطفال يحنُّون الخروف ليلة العيد وسط أجواء من الحبور. وتذكر شما، التي أصبحت أماً لثلاث بنات، أنها تحاول أن توفر الأجواء نفسها لأسرتها وتقيم الطقوس ذاتها، موضحة أن عائلتها تتجمع في البيت «العود» يوم عرفات، وفي ليلة عيد الأضحى يعدون الطعام ليكون جاهزا صباح العيد، بحيث يتم تناوله بعد العودة من الصلاة ويطلق عليها «لقمة العيد»، بينما أضحية العيد يتم ذبحها يوم العيد للتصدق بأغلبها للفقراء والمساكين، مشددة على أهمية إحياء هذه الشعيرة لما تمثله من قيمة دينية عظيمة. وتضيف: «يأتي العيد كل عام ليرسخ روابط الأخوة والمحبة بين الجيران والأقارب فيتبادلون التهنئة ويتزاورن ويتهادون لحوم الأضاحي». ربط الأطفال بالشعيرة ... المزيد
مشاركة :