أثار مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي في معارك مع المعارضة المسلحة يوم الإثنين، تخوفات أفريقية ودولية من امتداد أذرع الإرهاب والتطرف في المنطقة. وكانت المعارضة التشادية قد نددت بتولي المجلس العسكري الانتقالي للسلطات في البلاد، وتولي الجنرال محمد إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل قيادة هذه المرحلة. وقال عاصم إسماعيل، المحلل السياسي، إن الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، استطاع أن يواجه الإرهاب طيلة فترة حكمة التي امتدت لأكثر من 30 عاما، والذي كان ينخر في القارة الإفريقية. وأضاف أن تشاد تقع في منطقة جغرافية خطيرة وحساسة، إذ تجاور عددا من الدول غير المستقرة مثل مالي وليبيا والسودان وإفريقيا الوسطى. وأضاف المحلل السياسي أن من المتوقع اتساع دوائر الإرهاب والتطرف بعد اغتيال الرئيس التشادي. وأكد أن المجلس الانتقالي التشادي غير قادر على التعامل مع الانفلات الأمني، خاصة بعد ظهور بعض التهديدات من قبل المعارضة التشادية. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وفي سياق متصل، قالت أسماء الحسيني، الكاتبة الصحفية المختصة بالشؤون الإفريقية، إن اغتيال الرئيس التشادي إدريس ديبي، ينتج عنه دخول البلاد في تحديات صعبة للغاية. وأضافت أن المتمردين أمهلوا المجلس العسكري مهلة لتشييع جثمان ديبي، كي يشنون هجماتهم على العاصمة التشادية نجامينا. وأوضحت أن المعارضة التشادية، تطالب باريس بكشف غموض مقتل الرئيس الراحل، في ظل حالة الانقسام الداخلي الذي يشهده المجلس العسكري بين قبول تولي نجل الرئيس الراحل محمد إدريس ديبي، والرافضين لقرار توليه المهام. وأشارت الكاتبة الصحفية المختصة بالشؤون الإفريقية، إلى أن دول الجوار التشادي تعاني من اضطرابات عنيفة، خاصة في ليبيا وإقليم دارفور، كما تعاني كلًا ن نيجيريا والنيجر والكاميرون وأفريقيا الوسطى من صعوبات كبيرة، الأمر الذي سوف يزيد صعوبة وتعقيدًا بعد اغتيال ديبي. وأوضحت أن هناك دعم دولي للسلطة الانتقالية التشادية التي أرسلت رسائل تفيد برغبتها في التعاون مع المجتمع الدولي في ملف مكافحة الإرهاب، والتزامها بالمواثيق الدولية، كما أرسلت رسالة للداخل تفيد بقدرتها على إدارة المرحلة القادمة لحين الانتقال إلى مسار سياسي ديموقراطي. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> ومن جانب أخر، قال عطية عيسوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، إن إدريس ديبي كان له باع طويل في مساندة الدول لمكافحة الجماعات المتطرفة. وأضاف عيسوي أن ديبي، كان حليفًا قويًا لدول الغرب وفرنسا بصفة خاصة، وهناك مخاوف كبيرة من المعارضة المسلحة الذين تشجعوا بمقتله وشنهم حملات عسكرية كبيرة خلال الفترة المقبلة لإسقاط النظام الجديد الذي اعتبروه توريثًا للعرش. وأوضح أن هناك 200 قبيلة في تشاد يمثل بعضها جماعات مسلحة متمردة، عانت من هضم حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتريد استعادة مكانتها مجددًا بعد مقتل ديبي. وقتل ديبي (68 عاما) يوم الإثنين على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون في ليبيا، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في جنازة الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، إن بلاده لن تسمح أبدا بتهديد استقرار تشاد أو زعزعة وحدة أراضيها. وشارك عدد من الرؤساء والزعماء الأجانب والأفارقة في مراسم جنازة ديبي في العاصمة نجامينا، اليوم الجمعة.
مشاركة :