علق المحلل السياسي عبد الستار حتيتة، على وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو الحاكم منذ 30 عاما، متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد في أبريل من العام الجاري، وإن كان رسميا لا تزال ظروف وفاة ديبي التي أعلنها الجيش غير واضحة. وأعيد انتخاب الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي يحكم تشاد بقبضة حديدية منذ 30 عاما لولاية سادسة بحصوله على 79,32% من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في أبريل. وكان الرئيس هو أول من أدلى بصوته في مركز للاقتراع بالعاصمة إنجامينا. وديبي (68 عاما) أحد أطول الزعماء حكما في أفريقيا وهو حليف للقوى الغربية وخصوصاً فرنسا في القتال ضد المتشددين الإسلاميين في غرب ووسط القارة، وكانت إعادة انتخاب ديبي متوقعة بشكل واسع بعد سلسلة من الأهداف والخطط التي وضعها للنهوض بالبلاد. واوضح حتيتة في ببان صحفي، أنه بعد ليلة واحدة على انتهاء الانتخابات الأخيرة والتي أُعلن عن فوز ديبي فيها، دخلت قوات جبهة التغيير والوفاق في تشاد، من مدينة الجفرة التي كانت مقرّها، إلى شمالي تشاد وهاجمت "الوفاق" ولاية تبستي، ثم دخلت ولاية كانم، لتنشر تصريحاً عبر صفحتها على "فيسبوك" يقول إن "انتخابات الأحد الماضي كانت مهزلة... وعلى الشعب الحفاظ على زخم الضغط على الديكتاتورية ومساندة مقاتلي جبهة الوفاق الشجاعة لتحرير وطنهم تشاد". الجدير بالذكر أنه في عام 2019، لم تتأخر الطائرات الحربية الفرنسية عن مساندة ديبي، بقصف قافلة للمتمردين في شمال تشاد، حيث استمر القصف لثلاثة أيام، لضمان تدمير كامل القوة التي توغّلت من الأراضي الليبية. لم تكن تلك المرة الأولى التي تنقذ فيها فرنسا، إدريس، ففي شباط 2008، استعان الرئيس بالجيش الفرنسي المتواجد فى الأراضي التشادية، لصد المتمردين الذين وصلوا إلى أبواب القصر الرئاسي. الهجوم الأخير لم يلق رداً فرنسياً مماثلاً. بل غابت التصريحات الفرنسية التي تتحدث عن الوضع الميداني، وركّز بيان قصر الاليزيه على مجريات أروقة العاصمة انجامينا، ومساندة "الانتقال السلمي" للسلطة هناك. مما يدل على تغيير جذري في الموقف الفرنسي. ويرى مراقبون بأن فرنسا أصبحت تتغلغل في القارة الإفريقية بشكل غير واضح، فمن كان حليفاً أصبح عدواً، ومقتل ديبي ليس محض صدفة، والصمت الفرنسي ليس عن عبث، وبحسب تقارير فإن قوات المتمردين قامت بتلقي تدريبات على يد خبراء فرنسيين وتم إرسالهم إلى تشاد بضوء أخضر لقتال أنصار ديبي دون تدخل فرنسي كالمرّات السابقة.
مشاركة :