يفتح الدكتور محمد فخر الدين في كتابه الصادر أخيراً عن دائرة الثقافة والإعلام بنية المتخيل في الحكاية الشعبية سلسلة من الأسئلة حول الرمز في القصص الشعبية، وقدرة الثقافات على إنتاج الواقع المثالي ذهنياً، والصور التي ظل المخيال التراثي غارقاً فيها، مقدماً بذلك دراسة أنثروبولوجية، أدبية حول النص السردي في الثقافة الشعبية العربية. مفاهيم ورموز وينطلق الكاتب في دراسته الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في 120 صفحة من القطع المتوسط، من قاعدة نظرية يؤسس لها عدداً من المفاهيم والمصطلحات النقدية المستندة إلى الدراسات الأدبية، كالخيال، والمخيال، الصورة الذهنية، وغيرها، ليطرح بذلك جملة من النماذج الحكائية التي تجيب عن أسئلته، متوقفاً بذلك عند نماذج من الحكاية الشعبية المغاربية، وما يرافقها من النصوص ذات الأصول والحضور العربي. ويأتي الكتاب مقسماً إلى بابين، الأول هو الجانب النظري، ويتوقف فيه عند اتجاهات المتخيل، ومكوناته، والمخيلة والمتخيل كمفهوم واسع، والثاني هو الجانب التطبيعي، ويبحث فيه عدداً من الحالات الرمزية في الحكاية الشعبية، وصورة حضورها في الحكاية، منها؛ الفضاءات المعتمة، والبئر، والغابة، صورة الغراب، والغول، والثعلب، إضافة إلى الجبال والقصور، والأشجار وغيرها من المعالم التي تتشكل منها القصص التراثية وتشير إلى حالة ذهنية متخيلة ترسم الفضاء التخيلي للمجتمعات. حكايات يقدم فخر الدين معالجته لموضوعات الدراسة بصيغة مشوقة يطرح فيها مقاطع من الحكايات، ويمضي في تحليلها، مقدماً سلسلة من الحكايات الشعبية التي ترجع في جذورها الرمزية إلى المخيال الشعبي العربي.
مشاركة :