تتزايد معدلات تبني وانتشار المنتجات المصرفية الإسلامية في الإمارات وأوروبا ومناطق كثيرة من العالم بشكل عام، وبالرغم من وجود أعداد كبيرة من المسلمين في أوروبا وأفريقيا إلا أن الطلب على التمويل الإسلامي لم تتم تلبيته بعد. وبحسب البيانات يشهد العالم نمواً متزايداً في مجال التمويل الإسلامي، ففي ماليزيا، زاد التمويل الإسلامي خلال 2020 بنسبة 8% مقابل 1% للأعمال المصرفية التقليدية، أما في باكستان، زادت أصول الخدمات المصرفية الإسلامية بنسبة 30% في عام 2020، وذلك بنسبة أعلى من الخدمات المصرفية التقليدية. وأكد علي حماد، رئيس الأسواق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحدة الخدمات المصرفية الخاصة في بنك ستاندرد تشارترد أن التمويل الإسلامي أصبح أكثر انتشاراً، وأنّ العملاء المصرفيين يتوقّعون أن يتوفر لهم هذا الخيار، وأن يكون مديرو العلاقات المصرفية على دراية تامة بجميع تفاصيل المنتجات الإسلامية، موضحاً أن للتمويل الإسلامي يتمتع بالقدرة على أخذ حصّة أكبر من السوق، خصوصاً كون العملاء الأثرياء عادة ما يحبّون الاستثمار في هذه المنتجات التي تقدم قيمة أفضل مقابل المال، فيما يفضّل العملاء المتديّنون هذه المنتجات في حال كانت مزاياها مماثلة للمزايا التقليدية ومتوافقة مع الشريعة في الوقت ذاته، هذا وكما يتوقّعون غياب التكاليف الإضافية وغيرها من الجوانب السلبية مقابل المنتجات والخدمات القابلة للمقارنة تقليدياً. تمويل للجميع وأوضح أنه على الرغم من تسمية التمويل الإسلامي، إلّا أنه لا يقتصر على الدول الإسلامية فقط. ولكن مع ذلك، فإن زيادة الوعي حول التمويل الإسلامي لطالما كانت من التحديات الأساسية التي يواجهها قطاع الصيرفة، حيث لا تزال الخدمات المصرفية التقليدية هي السائدة. وفي غالبية الأحيان، يعلم العملاء المسلمون ما هو التمويل الإسلامي وما هي المزايا التي يمكن أن يضيفها لمحافظهم. كما يختار العديد من العملاء المسلمين التمويل الإسلامي انطلاقاً من دافعهم الرئيسي المتمثل في الالتزام بالشريعة وذلك بدون التركيز على أداء المنتج. أما بالنسبة لأولئك الأقل تديّناً، فهم يرَونَ أن المنتجات الإسلامية متعلّقة بالأشخاص الأكثر تديناً. فيما يشعر غير المسلمين بأن التمويل الإسلامي ليس لهم نظراً للتسمية، وبالتالي لا يحاولون معرفة المزيد عنه. ومما لا شك فيه بأن قطاع التمويل يلعب دوراً هاماً في زيادة وعي العملاء غير المسلمين، وهنا يكمن السؤال المتعلق بالتنويع وفرص الاستثمار ضمن قطاع تمويل متنامٍ. وأشار علي حماد، إلى الارتباط الواضح بين التمويل الإسلامي والاستثمارات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ففيما يتزايد الإقبال على الاستثمارات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، فإننا نلحظ نقاط التشابه بين هذه الاستثمارات وبين التمويل الإسلامي الذي نشأ بناءً على معايير أخلاقية عالية واعتقاد بأنه لا يجب أن تكون هناك قيمة للمال في حد ذاته، فهو يعتبر مجرّد وسيلة لتبادل المنتجات والخدمات. أما معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، فهي جوهر التمويل الإسلامي، على سبيل المثال، لا يمكن الاستثمار ضمن الخدمات المالية الإسلامية في أشياء مثل الكحول والتبغ والمقامرة، كونها تؤثر سلبياً على المجتمع. وقال إنه فيما يدرك العملاء الرابط بين الاثنين، إلّا أنه وللأسف، حين يريد أحد الأشخاص غير المسلمين اختيار الطريقة الأخلاقية للاستثمار، أي القيام بالاستثمارات المستدامة، فإنه يبني اختياره في معظم الأوقات بناءً على الاسم. وبالتالي، فإنّ الشخص غير المسلم يميل أكثر للاستثمارات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بسبب اسمها، وكونها تحظى بشعبية كبيرة. تأثيرات الجائحة وأوضح، رئيس الأسواق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحدة الخدمات المصرفية الخاصة في ستاندرد تشارترد، أن الجائحة لم تحدث الكثير من التغييرات على سلوك عميل التمويل الإسلامي. بل على العكس من ذلك، استخدم بعض العملاء «فترات الإغلاق التام» لقضاء المزيد من الوقت في تحليل محافظهم الاستثمارية، كي يستثمروا في مجالات تهدف إلى إفادة المصلحة العامة. ولكن، في الوقت ذاته، يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للعملاء التقليديين. حيث اعتبرت المجموعتين أن الجائحة ساهمت في تغيير قواعد اللعبة في ما يتعلّق بمزوّدي خدمات التمويل الإسلامي، بحيث أتاحت لهم الفرصة ليقدّموا منتجاتهم عبر المنصات الرقمية، وبالتالي تعزيز التقدم التكنولوجي في هذا القطاع. معوقات التقدّم وأوضح أن هناك 3 تحديات تعيق تقدّم قطاع التمويل الإسلامي، وهي وجود خيارات أقل للمنتجات ضمن الصناديق والسندات وصناديق الاستثمار المتداولة في التمويل الإسلامي مقارنة بالتمويل التقليدي، وتقييد القطاع من الناحية الاستثمارية بشكل أكبر من القطاع التقليدي، ووجود عدد محدود من المُصْدرين للصكوك. أما التحدي الثالث، فهو التصوّر السائد بأن خيار التمويل هذا مفيد أو مناسب فقط للمسلمين. تعدد الخيارات وأضاف علي حماد، أن التمويل الإسلامي مستمر في التطور وإحداث ثورة في القطاع المصرفي، حيث تشمل أبرز مميّزاته هو أنه يوفّر طريقة بديلة للخدمات المصرفية، بحيث يتيح للعملاء المزيد من الخيارات للمنتجات التي تتماشى مع عقيدتهم ومعتقداتهم، ممّا يساهم في تحقيق المزيد من الشمول المالي. ومن ناحية أخرى، يمكن اعتبار التمويل الإسلامي كمؤشر أولي للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وذلك على الرغم من النقاش الدائر حول متى نفقد الجانب الديني، بحيث يعمل التمويل الإسلامي على إرضاء وعي الشخص أكثر من إرضاء الناحية الإسلامية لدى الأفراد. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :