واصلت مجموعات المستوطنين المتطرفين، اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث ارتدى المستوطنون اللباس التلمودي التقليدي المخصص لاحتفالات ما يسمى عيد الغفران الذي صادف أمس، ونفذت المجموعات عملية الاقتحام من باب المغاربة تحت حراسات معززة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة، فيما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية في محيط الأقصى ومنعت المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء الصلاة فيه،وسمحت لمن تزيد أعمارهم فوق ال40 الدخول إلى المسجد من ثلاثة أبواب فقط، في حين أكدت أوقاف القدس أن الاحتلال الإسرائيلي قام فعليا بتقسيم الأقصى المبارك وتستعد لهدمه. وترافقت هذه الممارسات مع تصعيد جديد للاحتلال من خلال إقامة الحواجز الإسمنتية في العديد من طرق المدينة المقدسة، في وقت فرض الاحتلال حصاراً عسكرياً محكماً على المدينة، خاصة بلدتها القديمة، عشية الغفران منذ مساء أمس الأول، وشددت إجراءاتها على الحواجز والمعابر العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، ووضعت متاريس حديدية على بوابات القدس القديمة والأقصى المبارك، ونشرت أعداداً كبيرة من عناصر وحداتها الخاصة وحرس الحدود في الشوارع والطرقات المتاخمة لأسوار القدس، وداخل البلدة القديمة على طول الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى وباحة حائط البراق التي شهدت حشداً من المستوطنين الذين تجمعوا لإقامة طقوسٍ خاصة بالعيد العبري. واقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين المسجد الأقصى، حيث بلغ عدد المقتحمين 173 مستوطناً. وتصدى المصلون داخل المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين، وأطلقوا التكبيرات والهتافات التي تؤكد إسلامية المسجد، والرافضة لانتهاكات الاحتلال والمستوطنين بحقه. على الرغم من إحياء المسلمين في العالم يوم عرفة، أبى الاحتلال إلا أن ينغص على الفلسطينيين بهجتهم في هذا اليوم ويخلي لهم المجال للصلاة والتعبد في المسجد الأقصى، فقد شددت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح الباكر من إجراءاتها الأمنية، ونشرت عناصرها المختلفة، ونصبت الحواجز، وأغلقت جميع أبواب المسجد الأقصى، ومنعت من هم دون 40 عاماً من الدخول. وشهد محيط باب السلسلة توتراً كبيراً، جراء استفزاز المستوطنين للمبعدين عن المسجد الأقصى، ما حدا بالاحتلال لاستنفار عناصره، بعد أن منع في وقت لاحق المعتصمين عند باب السلسلة من التجمع، وأجبرهم على التراجع لمسافة بعيدة من أجل تأمين مسارات المستوطنين. وواصل الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي منع 50 سيدة مقدسية من دخول المسجد، بعد أن كان قد أدرج أسماءهن على لائحة خاصة، عممها على جميع عناصره عند كل الأبواب. من جهته، أكد مدير عام أوقاف القدس المحتلة عزام الخطيب، أن الاحتلال الإسرائيلي قام فعلياً بتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وسط صمت العالمين العربي والإسلامي. وحذر الخطيب في تصريح من أن اليهود المتطرفين الذين يدعمون حكومة نتنياهو يستعدون لهدم المسجد الأقصى، وبناء معبد يهودي كبير مكانه، مشيراً إلى أن الاحتلال يستعد في المرحلة المقبلة للقيام بانتهاكات جديدة حيال الأقصى، ونبه إلى أن الحكومة تهدف من خلال انتهاكات المستوطنين لخلق رأي عام جديد، وأنها حققت بالفعل تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. وندد الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي بإسرائيل لما وصفه بإساءتها لحرمة المسجد الأقصى بأفعالها هناك.