سيدة سعودية تحول الخشب إلى تحف فنية

  • 4/24/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت عائشة بنت محمد الشبيلي -رئيسة جمعية الأنامل المبدعة للحرف والمهن ورئيسة لجنة سيدات الأعمال بغرفة جازان- من تحويل الألواح الخشبية الجامدة إلى أعمال وتحف فنية ناطقة، فبأنامها الناعمة منذ الصغر استطاعت أن تتحدى الآلات الحادة والمعدات الخطيرة لتنتج قطعاً خشبية جميلة لتزين منزلها وتهدي أقاربها وصديقاتها، وهكذا بدأت رحلتها إلى أن كبرت وصقلت تلك الموهبة بالتعلم والتدريب فجمعهما الحب والعمل. وقالت عائشة الشبيلي: إن قصص النجاح في حياة كل شخص تبدأ بالصعاب، ولكن بالإرادة الكبيرة يستطيع أن يتجاوزها، فأنا لم استسلم للظروف الحياتية الصعبة التي مررت بها، وهذا جعلني أشق طريقي نحو عالم ريادة الأعمال، فأصبحت ملهمة لفتيات وسيدات جازان في المهن الحرفية والخشبية، مسطرة تاريخ حافل بالنجاح منذ 50 عامًا. وأضافت أنها بدأت بتعليم نفسها القراءة والكتابة، وتسجيل اسمها كشخصية نسائية تحدت الصعوبات، ونافست الرجال بالحرف الخشبية، وأعمال النجارة، وتفوقت عليهم، ولم تلتفت إلى نقد المجتمع، بأن مهنتها لا يجيدها سوى الرجال، لتسطر الإنجاز بيديها، وتتربع معها على صدارة النساء الملهمات، والموهوبات، واستمرت في مواصلة تحدياتها فقامت بتدريب أكثر من 1500 فتاة وسيدة، ومهدت لهن طريق الإبداع والإتقان، وصقلت مواهبهن، وساعدتهن في تأسيس معارضهن الخاصة، إلى أن تم تأسيس مركز متخصص نسائي في المنطقة والذي يعد أول مركز مهني نسائي على مستوى المملكة، وافتتاح 25 فرعاً بمختلف محافظات ومراكز وقرى جازان. واستعرضت الشبيلي بدايتها في العمل المهني من خلال نسج البطانيات العسكرية، وصناعة المراتب، ثم دخلت عالم النجارة والحرف الخشبية، فاستطاعت تحويل الخشب المتجمع إلى صناديق، وقطع أثاث، وصقلت تلك الموهبة من خلال التعلم ثم تدريب فتيات الأسر الفقيرة، بعد ذلك قامت بتأسيس مركز لدعم النساء بالتدريب المهني، واستفادت منها المئات من بنات الوطن، والتي مهدت لها الطريق للحصول على الجوائز الدولية والمحلية ومنها: جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان للأداء المتميز 2008م، وجائزة الملك خالد لشركاء التنمية عام 2014م، وجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله لريادة الأعمال كأفضل ابتكار في المسؤولية الاجتماعية عام 2015م، وكذلك الفوز بجائزة تحدي الريادة الاجتماعية لهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة -منشآت- 2017م، وجائزة التطوع السعودية في عام 2018م، والفوز بجائزة أجفند الدولية -الأولى على مستوى العالم على مستوى الأفراد في مجال مكافحة البطالة بأوساط الشباب-. وأشارت إلى أنها خلال مسيرتها العملية تقلدت العديد من المناصب الإدارية ومن تلك المناصب مدير تنفيذي بمشروع بارعة لتأثيث الإسكان التابع لمؤسسة الملك عبدالله التنموي عام 2012م، ومدير عام على القسم النسائي لشركة الخليج، ومدير عام على القسم النسائي لمجموعة الجريسي بجازان، ورئيسة لجنة سيدات جازان، ومؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الأنامل المبدعة للحرف والمهن، ومستشار في بنك التنمية للبرامج التنموية. وأوضحت أن مركز إبداع المرأة السعودية، يعد المركز المهني الأول في المملكة في مجال تصنيع الأثاث كالنجارة والتنجيد، ويقدم العديد من البرامج التنموية في المجتمع لفئة الفتيات والسيدات من الأرامل والمطلقات واليتيمات، وذوي الدخل المحدود والسجينات وأسر السجناء وغيرهم من الفئات، لرفد سوق العمل بالفتيات المؤهلات للعمل التي تعينهن على الكسب الحلال وحل مشكلة البطالة، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للمرأة والأسر المنتجة، وترسيخ أهمية الأعمال والأشغال اليدوية والمهنية في أذهان المجتمع، وتمكين المرأة وإعطائها الفرصة للعمل الشريف وفق آليات منظمة، وتشجيع المنتج الوطني وتطويره وتسويقه، إلى جانب عدد من الأهداف الأخرى التي تسعى لها عبر هذا المشروع والمركز النسائي المتخصص. وبيّنت أنها تواصل دعمها لتعزيز خطى فتيات المركز للاعتزاز بحرفتهن، والسير بها نحو تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لرؤية المملكة 2030، مُختتمةً بأن طموحها يتسع بحجم رقعة الوطن، راجية خدمة الأسر المنتجة في جميع مناطق المملكة، بعد رحلة صبر، وتحدٍ للذات، سطرت قصة مواطنة قاومت التحديات بكل همة، ولم تثبط عزيمتها آراء الآخرين نحوها.

مشاركة :