الحـداد تحوّل الأحجار الكريمة إلى تحف فنيــــــة

  • 1/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بأنامل مبدعة، وموهبة قديمة، بدأت منى الحداد تشكيل الماس والأحجار الكريمة، وتحويلها إلى تحف فنية تزين «فاترينات» كبرى محال المجوهرات، وعلى الرغم من نجاحها في عملها بجمارك دبي، وموانئ دبي العالمية، وشركة «نخيل»، إلا أنها ضحّت بنجاحها الوظيفي في سبيل التفرغ لتصميم علامة تجارية خاصة بها، وبالعزيمة والإصرار تخطت الحواجز والعقبات، وأطلقت علامتها التجارية «غنج» للمجوهرات، باكورة إنجازاتها في عالم المشغولات الذهبية، وكانت بداية جديدة لها في عالم الأعمال، بدأت بعدها في تزويد السوق الإماراتية بمجوهرات تدمج بين عراقة وحضارة دبي، بالتطور والرقي الذي وصلت إليه الدولة، وافتتحت محل «غنج» للمجوهرات، تزامناً مع افتتاح مترو دبي في التاسع من ديسمبر 2009، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد، بل تحلم بالوصول بعلامتها إلى العالمية. وروت الحداد قصة تأسيس «غنج» للمجوهرات لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إنها أحبت الرسم منذ طفولتها، وكانت تقضي أوقات فراغها في صنع قطع فنية من خيالها، وكانت معظم هذه القطع تتحدث عن الوجوه التي تلتقيها في حياتها اليومية، إلا أنها هجرت هواية الرسم مؤقتاً، لتنتبه إلى دراستها ووظيفتها في شركة «نخيل»، والحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. وقف مستدام ذكرت صاحبة العلامة الإماراتية «غنج»، منى الحداد، أنها شاركت في الرؤية العالمية للوقف، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحويل نسبة من أرباحها إلى وقف مستدام للأسر المحتاجة، إحدى المبادرات التي أطلقتها «غنج» للمجوهرات ضمن مشاركاتها المجتمعية في دعم جمعيات عدة، من بينها جمعية الإمارات لمتلازمة داون، إضافة إلى تخصيص ريع المزاد الخيري الذي نظمته لمصلحة الطلبة المحتاجين في جامعة دبي، وغيرها من المبادرات التي أطلقتها وشاركت فيها. دمج العراقة والحضارة قالت منى الحداد إنها صممت أخيراً قطعة ذهبية، تدمج الماضي والحاضر في مجموعتها، موضحة «كل مشغولة ذهبية أصممها هي قطعة فنية تضاف إلى المجموعات التي صممتها من قبل، وفي هذه المرة أردت أن أتحدث عن دبي بكل ما فيها من عراقة وحضارة وتطور، إذ إنني صممت سواراً لأكثر مبنيين أحبهما في دبي، وهما بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، وبرج خليفة، لأبيّن أن دبي ليست عبارة عن مدينة ناطحات سحاب وحسب، بل هي أيضاً حضارة نشأت منذ مئات السنين، وبنت على أثرها التطور وحب الحياة والعمل الذي كان نتاجه برج خليفة، أطول برج في العالم». وأضافت «في تلك المرحلة أردت أن أنتبه إلى مسيرتي العملية، وأن أتمكن من الإبداع فيها بأي طريقة كانت، لذا كان لابد من التركيز على جانب واحد من حياتي، وبدأت العمل في جمارك دبي، وموانئ دبي العالمية، ثم انتقلت إلى أكثر من شركة عالمية، إلى أن وصلت إلى شركة (نخيل)، إلا أنني عدت للرسم بعدها في عام 2008، وفي تلك الفترة وجدت أنني أستمتع برسم المجوهرات، وابتكار تصاميم جديدة تستهويني». وتابعت الحداد أن هذه التصاميم تعكس اهتماماتها الجديدة، وأنها أرادت أن تتحدث عن شخصيتها من خلال تصميم المجوهرات، مضيفة «استغرقت عاماً كاملاً استعداداً لإطلاق علامتي التجارية، وهي من الأوائل في عالم المجوهرات الإماراتية، والتي بدأت بالتزامن مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مترو دبي في التاسع من سبتمبر عام 2009». وأشارت إلى أنه «بعد فترة من العمل الوظيفي وجدت في نفسي القدرة والطموح لأن أكون سيدة أعمال إماراتية، وفكرت في استغلال موهبتي في إنشاء علامة تجارية تبرز حضارة الدولة الغنية بالشعر والخط العربي وغيرها»، متابعة أن موهبتها في تصميم المجوهرات، وخبرتها العملية، وإرادتها القوية، مكّنتها من إطلاق علامتها التجارية بسهولة. وأشارت إلى أنها عرضت أولى القطع التي صممتها وأنجزتها في «مول الإمارات»، ونالت الإعجاب لتميز تصميمها عن غيرها من المجوهرات، وأنها تحمل قصصاً إماراتية جديدة، تحكى لزوار دبي، مضيفة أنها عرضت قطعها بعد فترة وجيزة في «دبي مول»، إلى أن تمكنت في عام 2013 من افتتاح محلها الخاص الذي يعرض تصاميمها. وأضافت الحداد «بعد افتتاح المحل التجاري الأول في 2013، رأيت أنني أستطيع التركيز عليه بشكل كامل، وأن أهتم بتصميم المجوهرات بكل طاقاتي، دون أن تشارك الوظيفة في هذه الاهتمامات، لذا تركت العمل في عام 2014، وركزت جل اهتمامي بعلامتي التجارية». وأفادت بأنها واجهت تحديات عدة في استمرارية علامتها التجارية، خصوصاً أن معظم المراكز التجارية لا تملك الثقة الكافية بالمشروعات الخاصة الجديدة، موضحة أن «معظم المراكز التجارية أبدت استعدادها لاستقبال العلامات التجارية العالمية، لكنها تتردد في منح الفرصة للعلامات الإماراتية لتتمكن من إثبات جدارتها وقوتها في السوق». وأضافت أنها واجهت تحدياً آخر في صنع المجوهرات داخل الدولة، موضحة «كنت أصمم المجوهرات، وأسافر إلى دول أخرى لأتمكن من الاستفادة من خبرات المصانع المتخصصة في صنع المجوهرات، ثم أعود إلى المشاغل هنا للتمكّن من صناعة المجوهرات بالجودة العالمية التي أريدها». وتابعت الحداد «استمر الحال على هذا الأمر فترة من الزمن، حتى تمكنت من شرح ما أريده من المصانع داخل الدولة، وتمكنت من الاستقرار على صنع المجوهرات لدى جهة واحدة بالجودة التي أريدها»، مضيفة «ينبغي وجود جهة واحدة تدعم صناعة المشغولات الذهبية والمجوهرات في الدولة، لتتمكن من الحصول على جودة عالية». وأوضحت «يتطلب العمل على تصميم وصناعة قطعة واحدة من شهر إلى 45 يوماً حتى ابدأ خطاً جديداً، بجودة عالية يقبلها زبائني، كما أنني أحاول إدخال الأحجار الكريمة إلى خط المجوهرات لأضمن أن تكون مجوهراتي لكل الأذواق»، مضيفة أنها أحبت قطعاً عدة صممتها خلال السنوات الماضية، من بينها قطعة صممتها لليوم الوطني الـ38، تمثل خريطة الدولة، وتحمل قلباً في منتصفها فيه سبع ألماسات، ومكتوباً عليه الثاني من ديسمبر، وقطعة أخرى كرّستها لتكريم شهداء الإمارات في اليوم الوطني الـ44. وذكرت الحداد أنها تخطط مستقبلاً لزيادة خطوط التصميم، إذ إنها أطلقت خلال السنوات الماضية 10 خطوط، وتفكر في زيادتها إلى 15 خطاً، وإضافة مجوهرات جديدة خاصة بالأطفال، وأن تزيد الاهتمام بهذه الخطوط التي تزيد من اهتماماتهم، كما أنها تفكر في التوسع بعلامتها التجارية عالمياً، وافتتاح محال جديدة في دول كبرى، لتتمكن من إيصال رسالة الإمارات إلى أكثر من دولة.

مشاركة :