الكوليرا عدو جديد يضاف إلى أعداء العراق وأهله والقضاء عليه خطوة أخرى تضاف لخطوات انتشال البلاد من واقعها المرير لواقع أفضل. وبات من المؤكد أن وباء الكوليرا الذي انقضى منذ عقود قد عاد مجدداً للظهور في العراق بعد أن تأخرت الحكومة في إنجاز المشاريع الخاصة بتنقية المياه ومع تفشي الفساد ودخول الأطعمة الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي بدأت تفترس أجساد العراقيين. فالعراق يواجه وباء الكوليرا كما يقع فريسة وباء آخر هو الإرهاب الذي دمر مع الفساد المستشري والإهمال محطات تصفيات المياه في قضاء أبوغريب. ويعد وباء الكوليرا واحداً من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة وقد ينخفض ضغط الدم لدى الشخص المصاب إلى مستويات خطرة في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض، وقد يموت المرضى في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي لهم.. ويتطور المرض من الإسهال الحاد إلى الصدمة في غضون ساعات مسبباً الوفاة في غضون 18 ساعة إلى عدة أيام، ما لم يُقدم العلاج عن طريق الفم أو في الوريد، في الحالات الأكثر خطورة. وفي محاولة للحد من انتشار هذا الوباء وجهت إدارة مدينة الطب في بغداد بتشكيل ردهات (عزل خاصة)، ضمن المستشفيات التابعة لها، لعلاج المصابين بالمرض فيما دعت وسائل الإعلام الى ضرورة التثقيف والتوعية حول سبل الوقاية والعلاج من ذلك المرض. كما أمر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بتنفيذ التوصيات الخاصة بتطويق وباء الكوليرا التي قدمتها خلية إدارة الأزمات المدنية فوراً، موجهاً بضرورة التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف والمنظمات الدولية الأخرى بشأن تطويق الوباء. ومن بين التوصيات تشكيل فرق مشتركة تتولى إجراء الفحوص اليومية لمياه الأنهار وفروعها ومحطات التصفية والتوزيع وشراء الماء لتوزيعه على العوائل النازحة في مناطق أبو غريب والمناطق الأخرى التي حصلت فيها إصابات. (قنا)