طالب المئات من نازحي مدينة الفلوجة الذين وصلوا إلى مخيمات النزوح في عامرية الفلوجة من السلطات العراقية الكشف عن مصير ذويهم وأبنائهم من الرجال والشباب الذين اختطفتهم عناصر تابعة لميليشيا الحشد الشعبي بعد تمكنهم من الفرار من قبضة تنظيم داعش وتسليم أنفسهم للقوات الأمنية العراقية. وقال الأهالي ومعظمهم من النساء وكبار السن من أهالي مدينة الفلوجة والمناطق المحيطة بها كناحية الصقلاوية وقضاء الكرمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنهم خرجوا من بيوتهم بعد سماع نداءات من قبل قوات الجيش العراقي بضرورة الخروج ولكننا فوجئنا بأن من قام بتسلمنا هم عناصر تابعة للحشد الشعبي الذين قاموا بعمليات اعتقال للرجال والشباب منذ اللحظات الأولى لاستقبالنا وفقدنا الاتصال بهم منذ لحظة اعتقالهم واليوم مضى أكثر من 15 يوما على اعتقالهم ولم نعلم عنهم أي شيء. في هذه الأثناء قالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» بأنها قلقة جدا حول الأوضاع الإنسانية التي يتعرض لها آلاف من المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء والعالقين في الفلوجة وأنه منذ بدء العمليات في الثاني والعشرين من شهر مايو (أيار) هناك أكثر من 43 ألف مدني استطاعوا الفرار إلا أن الأمم المتحدة تقدر عدد الباقين في الداخل ما بين 40 ألفا و50 ألف مدني يستخدمهم «داعش» كدروع بشرية. وأضافت غراندي أنها حثت العراق على حماية المدنيين وقالت: إن ما يجب العمل عليه الآن هو توفير الأمان لهؤلاء المدنيين وأن تلتزم الأطراف المتصارعة بقوانين حقوق الإنسان الدولية وتوفير المأكل والمشرب والدواء وكل ما يلزم لهم. أشارت غراندي أيضا إلى أن أعداد النازحين تتزايد بشكل كبير فقبيل عمليات الفلوجة كان هناك أكثر من 75 ألف نازح من محافظات دون الأنبار وهم متواجدون بالفعل في مخيمات الخالدية والحبانية وعامرية الفلوجة إلا أن المخيمات الآن أصبحت مكتظة وتحاول الأمم المتحدة الآن استخدام بعض المدارس في مخيم «الأهل» وخاصة لاستهداف الفارين إلى المناطق الشرقية للمعارك. وعن سؤال غراندي حول أوضاع اللاجئين الطبية حذرت أن مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة ونقص المياه قد تنتشر الأوبئة بين النازحين مما يهدد بكارثة إنسانية وتفشي أمراض مثل الكوليرا وذلك لنقص وسائل النظافة. وحول سؤال غراندي عن مشاهداتها لأوضاع اللاجئين قالت: إن عملية النزوح تستمر لأيام بحيث يخرج النازح ويمشي لأيام حتى الوصول لمكان آمن إلا أن في الطريق قد تتعرض العائلات إلى التقسيم وذلك فرارا من تنكيل الأطراف المتحاربة إضافة إلى استهدافهم وقتلهم كما أن أبسط وسائل النظافة غير متوفرة وهو ما يهدد بانتشار الأوبئة إضافة إلى أن حصار الفلوجة يعني أن عملية إدخال المساعدات تحتاج إلى عمل شاق كما أن خطر الكوليرا بات وشيكا بسبب هذا الحصار. وحول ما إذا كان المجتمع الدولي يوفي بالتزاماته بشأن حل الأزمة قالت غراندي بأن المنظمات الإنسانية تفتقر إلى المال وأن الأمم المتحدة طلبت 861 مليون دولار لسد حاجاتها إلا أن ما وصل هو 31 في المائة فقط من المطلوب وأن عمليات الإغاثة في العراق تغطي نحو أكثر من 7 ملايين عراقي. وأضافت غراندي أن العمليات العسكرية يصرف عليها الكثير فلماذا إذن لا تشمل المصروفات عمليات إغاثة المدنيين.
مشاركة :