دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس، دول العالم للعمل معا للتحول للطاقة النظيفة في اليوم الثاني والأخير من قمة مناقشة التغير المناخي يستضيفها وتسعى لحشد الجهود العالمية لتقليل ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال بايدن في القمة، التي عقدت عبر الإنترنت: "الدول التي تعمل معا للاستثمار في أنشطة اقتصادية أكثر صداقة للبيئة ستجني الثمار لمواطنيها". وأضاف: "الولايات المتحدة ملتزمة، ونحن ملتزمون بأن نقوم بتلك الاستثمارات ونجعلها تدفع اقتصادنا للنمو هنا في الداخل، بينما نربطها بالأسواق حول العالم". ودعا إلى الاجتماع مع عشرات من زعماء الدول لإعلان عودة الولايات المتحدة إلى طاولة قيادة ملف المناخ بعد أن انسحب سلفه الرئيس دونالد ترمب من اتفاقية باريس الرامية للحد من الانبعاثات الضارة، التي تتسبب في الاحتباس الحراري. وكان الرئيس الأمريكي المنتمي للحزب الديمقراطي، الذي أعاد الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس، أعلن أمس الأول هدفا أمريكيا جديدا هو خفض الانبعاثات بنسبة تراوح بين 50 و52 في المائة بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2005، ورفعت اليابان وكندا أيضا هدفيهما. وقال رجل الأعمال بيل جيتس والمنخرط في العمل الخيري: إنه يعمل مع شركاء على برنامج سيجمع الأموال من الحكومات والمهتمين بالعمل الخيري والشركات لضخ استثمارات رأسمالية لخفض تكلفة التكنولوجيا النظيفة. وأضاف جيتس: "يمكن أن نؤسس قطاعات وشركات جديدة تدعم المجتمعات حول العالم بتقديم فرص جيدة للعمل في التحول للاقتصاد النظيف". فيما عبر بايدن عن سعادته خلال القمة بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون في جهود التخلص من ثاني أكسيد الكربون لمكافحة تغير المناخ، ويتطلع للعمل مع روسيا ودول أخرى على التكنولوجيا، التي تمكن من ذلك. من جهتها، قالت جنيفر جرانوم، وزيرة الطاقة الأمريكية، أمام القمة: إن التكنولوجيا النظيفة هي "وثبة جيلنا العملاقة" وإن وزارتها ستعلن أهدافا جديدة من أجل تحقيق "قفزات في تكنولوجيا الجيل المقبل" مثل احتجاز الكربون وتحزين الطاقة والوقود الصناعي. من جانبه، حذر لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي من المخاطر، التي تشكلها ظاهرة التغير المناخي على الأمن العالمي، وما تمثله من تهديدات وجودية للبشر، وفقا لـ"الألمانية". وقال أوستن خلال فعاليات القمة الافتراضية للمناخ، التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن البارحة الأولى: إن "تغير المناخ يؤدي إلى جعل العالم أكثر خطورة، ولهذا علينا أن نتحرك". وأضاف: "اليوم، لا يمكن لأي دولة أن تجد أمنا بشكل دائم دون معالجة أزمة المناخ، نحن نواجه جميع أنواع التهديدات في مجال عملنا، لكن القليل منها يستحق حقا أن يطلق عليه اسم تهديدات وجودية، ومن بينها أزمة التغير المناخي". وأشار أوستن في خطابه إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي والتنافس المتزايد للسيطرة على الموارد وبسط النفوذ في المنطقة، موضحا أن ملايين الأشخاص في إفريقيا وأمريكا الوسطى يعانون الجفاف والجوع والنزوح بسبب ارتفاع درجات الحرارة والطقس القاسي. وتابع وزير الدفاع الأمريكي قائلا: "إن ارتفاع مستوى سطح البحر وهبوب عواصف قوية بشكل متكرر على منطقة المحيط الهادئ يعرض حياة الناس للخطر"، واستطرد أوستن قائلا: إن الهجرة الجماعية للأشخاص الباحثين عن الأمان والأمن تعرضهم لخطر الاستغلال والتطرف، الأمر الذي يقوض الاستقرار. وشدد على أن تغير المناخ يجعل عمل قوات الأمن أكثر صعوبة، قائلا: "من الساحل إلى الساحل وعبر جميع أنحاء العالم، تسببت أزمة المناخ في أضرار جسيمة وعرضت حياة الناس للخطر، ما زاد من صعوبة تنفيذ مهمتنا في الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائنا". بدوره، قال أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، إن قمة المناخ، التي نظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، تشكل نقطة تحول في مسار مكافحة الاحتباس الحراري، على الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه. وأضاف في بيان، أن الالتزامات والإجراءات، التي أعلنها قادة العالم في القمة الافتراضية "تعطي دفعة طال انتظارها لجهودنا الجماعية لمواجهة أزمة المناخ قبل القمة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في جلاسكو في اسكتلندا". من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أن بلاده "مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، خصوصا الولايات المتحدة" على هذه الجبهة، على الرغم من التوترات الشديدة بين القوتين العظميين في عدد كبير من الملفات. وجدد التأكيد على هدف بلاده لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060. على صعيد آخر، أعلن في واشنطن أمس أن الرئيس جو بايدن سيشارك في حزيران (يونيو) في قمتي مجموعة السبع في بريطانيا وحلف الأطلسي في بروكسل في أول رحلة له إلى الخارج. ووفقا لإعلان البيت الأبيض أنه سيشارك بايدن في قمة مجموعة السبع من 11 إلى 13 يونيو في بريطانيا ثم في قمة قادة دول الحلف الأطلسي في بروكسل في 14 منه. في بروكسل، سيشارك أيضا في قمة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بهدف تسليط الضوء على التزام واشنطن من أجل "شراكة قوية عبر الأطلسي" مبنية على "قيم مشتركة". وأوضح البيت الأبيض أنه سيعطي قريبا تفاصيل أكثر حول هذه الرحلة "خصوصا حول عناصر إضافية محتملة". وأثارت هذه الصياغة على الفور تكهنات في واشنطن حول لقاء محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واقترح الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي على نظيره الروسي أثناء مكالمة هاتفية، عقد لقاء هذا الصيف في دولة ثالثة في قمة تهدف إلى تحقيق استقرار في العلاقات بين القوتين المتخاصمتين، وهي في أدنى مستوياتها حاليا. وأبدت موسكو اهتمامها بهذا الاقتراح على الرغم من أنه جاء بالتزامن مع فرض عقوبات متبادلة بين البلدين الأسبوع الماضي. وأعلنت فنلندا والنمسا أنهما مستعدتان لاستضافة هذه القمة.
مشاركة :