ألبرتو مانغويل وفيلم «كتاب الرمال» يُضيئان الليلة الختامية لبرنامج «اقرأ»

  • 11/24/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حشدٌ من نجوم الثقافة والأدب والسينما والإعلام من أمريكا اللاتينية إلى الخليج العربي، في ليلةٍ لا يمكن إلا أن تكون استثنائيةً، بل وساحرة.. إنها ليلة ٌ تتويج الطلبة الفائزين بجائزة قارئ العام، والتي شهدت أيضاً، إلقاء الكاتب الأرجنتيني الشهير البرتو مانغويل، محاضرةً حول "بهجة القراءة"، في مسرح برنامج (إقرأ) بالظهران والذي ضم في مدرجه، ما يزيد على الألف ومائتي من الحضور، إلى جانب عرض فيلم الليلة الختاميةِ، المنتظر، وهو فيلم (كتاب الرمال) للمخرج بدر الحمود والمستلهم من كتاب يحمل ذات الاسم للأديب الأرجنتيني الراحل خورخي بورخيس، والذي يعد ضيف الحفل - البرتو مانغويل - أحد رفقائه المقربين. الفيلم الذي أنتجه برنامج (إقرأ)، أعد نصه السينمائي الفنان عبد الله آل عياف، مبحراً في عالم بورخيس ومقتبساً أيضاً عبارات من الكتاب الأشهر عالمياً لالبرتو مانغويل "تاريخ القراءة"، في فيلمٍ قام ببطولته الممثل اللبناني انطوان كرباج، بشخصية بورخيس، إلى جوار شخصية الزائر الذي قطع آلاف الأميال ليقايض بورخيس بكتاب "يضم كل معارف البشرية"، هو "كتاب الرمال". مخرج الفيلم بدر الحمود، أشار إلى أنه تردد كثيراً في تنفيذ نص الفيلم لأنه "كان يحتاج إلى إمكانيات ضخمة لإخراج هذا النص العميق بالشكل الذي يستحق" وبتشجيع أصدقائه أقدم على المهمة، مؤمناً بأن الحياة ليست سلماً متساوي العتبات، وأن هنالك لحظات تحتاج إلى الإقدام". موضحاً أن كتاب الرمال، يحاول أن يكون ملهماً ومحفزاً لدخول عالم الكتاب ومتاهاته الجملة، شاكراً أرامكو السعودية على دعمها لهذا الفيلم". وتبدأ أحداث الفيلم في مكتب بورخيس في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، منتصف السبعينات، ومن خلال حوار بين شخصيتين (بورخيس والزائر) نعبر عوالم تاريخية ومستقبلية صممت باحترافية عالية عبر الجرافيكس السينمائي. بعيد عرض الفيلم علق مانغويل، بتواضع شديد، على ما أسماه خللاً عندما رأى صورته في الفيلم، معلقاً بالقول: "لا أدري لماذا ظهرت صورتي في الفيلم لعدم ارتباطي بكتاب الرمال.. فهي تجربة ذاتيه لبورخيس في عالم الكتاب وأنا لا أجد في نفسي الشخص الذي يقف بجوار بورخيس. أما في محاضرته، فاختار الكاتب العالمي الحديث باللغة الإنجليزية، بهدوء ودفءٍ حميم وهو يتحدث عن "بهجة القراءة" في تجربته الشخصية وتجارب كتاب العالم. مبتدئاً بالقول "السلام عليكم" باللغة العربية، ما دفع الجمهور لرد السلام، تحية وتصفيقاً. ثم بدأت المحاضرة، حيث أشار مانغويل قائلا: "يقال أحياناً إن الكائن القارئ مخلوق ينقرض، وأنا لا أصدق ذلك، إنني مقتنع تماماً بأن البشر يمكن تعريفها بأنها كائنات تقرأ فقط.. وطالما نحن قادرون على العيش في هذه الحياة وهذا الكوكب، فنحن سوف نقرأ، ونكتب لنقرأ". مضيفاً: "إن عادة القراءة، أن تحمل كتاباً بين يديك حين تكون مسترخياً فوق كرسي في منزلك، أو أن تكون راكباً حافلة أو طائرة أو قطار، أو مستلقياً على بطنك فوق العشب في حديقة، أو ربما مستلقياً على ظهرك في سريرك الخاص، تقلب الصفحات للوراء أو الأمام، تبحث في الكتاب عن جملة مفضلة، أو وصف لشيء ما، بشكل سريع أو بطيء كما تراه مناسباً.. إن هذا الشيء يسمح للآخرين بالعيش في قراءتنا، ويسمح لنا بالعيش في حديث الآخرين.. هذا الخلود والبهجة لا تتحقق سوى بفعل واحد وهو القراءة، كما هو الحال مع أي شيء آخر على هذه الأرض، لا يتحقق إلا بالفعل". ذاكراً شروطاً بسيطة لا بد أن تتحقق "وهي المهام الأساسية لكل قارئ، وأظن أني أستطيع سرد ستة شروط.. المهمة الأولى للقارئ هي إنقاذ ذاكرة الأدب من الإنقراض". شارحاً: "إن القراء هم من جعلوا شكسبير يتحول من خشبة المسرح إلى صفحات الكتب، على الرغم من أنه لم يكن يعتقد بفائدة طباعة هاملت أو ماكبث، كما أن القراء هم من قرروا بلا رحمة أن ينسوا آلاف الكلاسيكيات التي نصبت نفسها بنفسها كأمهات الكتب وحولوها إلى الاقتتال مع العث في المخازن، يجب أن نعلم وندرك أن الأدب صامت بلا قرَّاء". أما المهمة الثانية فيقول مانغويل "إنها الشعور الحقيقي بهذه الذاكرة". بينما مهمة القارئ الثالثة، هي: "عدم السماح لأن يمضي الأدب بكل نصوصه نحو العبثية". أما المهمة الرابعة، فتعتمد على مدى رغبة القارئ في إضفاء قيمة على النص؛ في أن يكون الجمهور هو الساحر. في حين ستكون المهمة الخامسة، الفهم، معلقاً: "أن تأخذ النص لأعلى مستوى في الفهمٍ"، لتكون المهمة الأخيرة والأهم هي (المتعة). موضحاً: "اللذة، النعيم الذي نجده حين ننسى أنفسنا في وسط صفحة، ونواصل القراءة بلا إحساس بالوقت". مضيفاً: "القراءة شأنها شأن أي شيء آخر، ما لم نجد فيه بهجة، فإنه جهد لا يستحق التعب، من هنا تكمن مهمة القارئ، بأن يثق في كتابه حين يجد المتعة، وليمضي معه، حيث تكون، المتعة واللذة في القراءة أمر غامض، لربما تبدأ من نقطة ونجد أنفسنا فجأة في مسار مختلف آخر تماماً، الكثير يكتب سيراً ذاتية ومجيدة وعظيمة، لكن ليس كلها بالضرورة تخلق متعة للقارئ الجيد". بعد ذلك فتح باب الحوار مع الجمهور والذي أداره الناقد محمد العباس، والذي قدم مانغويل بطريقة موسوعية لقيت إعجاب الجمهور. عندما افتتح العباس، ديباجته بتعليق كتبته صحيفة ريبابلكا الإيطالية، وقت نشر كتاب (تاريخ القراءة)، حيث كتبت الصحيفة: "أخيراً وصلتنا حكاية حب الإنسان للكتب". معرجاً على أهم المفاصل الرئيسة في حياة مانغويل الأدبية. رئيس مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الأستاذ فؤاد الرذمان، قدم في مداخلته إحصاءات أولية، قام بها المركز وسوف يعلن عنها بشكل تفصيلي، لاحقا وتشير إلى أن 40% من السعوديين يقرأون بشكل يومي. وفي الختام، شارك الإعلاميان أحمد الشقيري ومحمد بازيد في الإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة (إقرأ) في دورتها الأولى لهذا العام والتي فاز فيها بالمركز الأول، عن فئة طلبة المرحلة المتوسطة الطالبة نورة الجعفر وعن المرحل الثانوية محمد الجغيمان وعن المرحلة الجامعية فهد المشرف. أما جائزة قارئ الجمال (أفضل مصور فوتوغرافي، صور الكتب) فكانت من نصيب سلطان الغامدي. يذكر أن برنامج "إقرأ" هو أحد برامج مبادرة أرامكو السعودية لإثراء الشباب التي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي والذي يهدف إلى إلهام وإثراء مليوني شاب وفتاة في عام 2020م.

مشاركة :