وسط أجواء احتفالية غمرت الشوارع، وبهجة حلت بنفوس العوام مع ظهور هلال الشهر الفضيل، استقبل المصريون رمضان بعد شوق طويل، ففيه، تفرض النفحات الطيبة ألفة وودًا على الجميع، كما يجد البعض ضالتهم فيه بكسب قوت يومهم، وبين هذا وذاك، تكتسي هذه المظاهر بصبغة إيمانية وروحانية جميلة. ورغم تزين الشارع المصري بكل ما هو طيب خلال شهر رمضان، مازال كثيرون في حيرة من بعض الأمور، التي تشغل بالهم في مثل هذا التوقيت من كل عام، وهو ما يحاول «المصري لايت» الإجابة عنه على مدار 30 يومًا. ومن بين الأمور التي تشغل بال كثيرين مع حلول رمضان، هو سر الشعور ببطء مرور الوقت قبل رفع أذان المغرب وتناول الإفطار، فدائمًا ما يشعرون بأن عقارب الساعة لا تتحرك مقارنة ببقية فترات اليوم. تفسير هذا الأمر كشفه عالم الأعصاب الإدراكي بجامعة سيدني آيرش موريان، إذ قال إن الدراسات أظهرت أن هذا هو الحال الطبيعي حينما نتطلع إلى حدوث شيء ما. وشرح «آيرش»، حسب المنشور بـ «abc NEWS»: «إذا كنا ننتظر حدوث شيء ما يمكن أن يتسع الوقت، ونشعر أنه قد مضى وقتًا أطول بكثير». وتابع: «يمكن أن يبدو الوقت وكأنه يسحب ببطء أكثر، إذا كنت من النوع المندفع الذي يشعر بالقلق، أو حتى الغضب عندما لا يحدث ما تريده على الفور». وبطبيعة الحال، يلجأ كثيرون إلى الفروغ من أعمالهم والجلوس أمام التلفاز أو المذياع انتظارًا لأذان المغرب، وعن هذا الأمر، أجرى عالم النفس الألماني مارك ويتمان تجربة، أجبر فيها الناس على الجلوس في غرفة دون فعل أي شيء لمدة سبع دقائق ونصف. وخلص «ويتمان»، إلى أن المبحوثين مر عليهم الوقت بأشكال مختلفة اعتمادًا على هويتهم، فقال بعضهم «إن المدة دقيقتين ونصف فقط»، بينما شعر آخرون بأنها 20 دقيقة، حتى استنتج أن «العوامل الخارجية لا تؤثر وحدها على إدراك الوقت فقط، بل يؤثر إدراكنا نحن للوقت على الشعور بسرعته أو ببطئه».
مشاركة :