خبير يحذر: الاضطرابات الداخلية في تشاد تهدد أمن الشرق الأوسط

  • 4/24/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت حدة الاضطرابات والفوضى في جمهورية تشاد، الجارة الجنوبية لليبيا، حتى وصلت الأمور إلى مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي، خلال مشاركته في المواجهة العنيفة التي يخوضها جيشه شمال البلاد، ضد ما تسمى بجبهة التغيير والوفاق، المكونة من آلاف العناصر الإرهابية والمرتزقة المأجورين. التطورات الأخيرة في تلك الدولة التي يبلغ تعدادها 16 مليون نسمة، تشير إلى استمرار المعركة مع التنظيمات الإرهابية، خاصة على الحدود الليبية، لا سيما بعد أن قويت شوكة هذه التنظيمات إثر تعاونها مع حكومات ما بعد اضطرابات فبراير في ليبيا، ومع جماعة الإخوان، الذين أتاحوا لها التحرك بحرية في جنوب ليبيا، ووفروا لها ما تحتاج من أسلحة. رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي الليبي محمد المنفي، أصدر تعليمات باعتباره القائد الأعلى للجيش، إلى جميع الوحدات العسكرية الموجودة في الجنوب الليبي، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتأمين وحماية الحدود مع تشاد، والتعامل بحسم مع أي أهداف معادية، تحاول استغلال الموقف لإثارة الفوضى داخل الأراضي الليبية، أو استغلالها في العبور أو أعمال التهريب، أو غيرها من السلوكيات غير القانونية، مع مراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر، والاستعداد للتعامل مع أي طارئ في حينه، وإبلاغ القائد الأعلى بالتطورات لحظيا. من جانبه يرى الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي، في جامعة الزقازيق، أن حالة الانهيار الأمني التي ضربت ليبيا، منذ عام 2011، كان لها أثر بالغ على الوضع الديمغرافي لسكان الجنوب الليبي، حيث شهدت المنطقة نزوحا واسعا عبر الحدود، وهو ما استغلته الجماعات المسلحة في تشاد، لإنشاء قاعدة خلفية للصراع داخل ضد الحكومة المركزية في العاصمة نجامينا. وأكد العفيفي أن ما يجري في تشاد سيكون له تأثير مباشر على أمن واستقرار ليبيا، ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل، مما يستدعي أن تسارع السلطة الانتقالية الليبية إلى اتخاذ إجراءات شديدة الصرامة والحسم، لحماية الجنوب الليبي، من أن يتحول إلى مستعمرة تتمركز بها الجماعات المتطرفة الداعمة لمتمردي تشاد، وليصنعوا مع بوكو حرام، وداعش، مثلثا قادرا على إثارة الفوضى في الشرق الأوسط ربما لعقود مقبلة.

مشاركة :