خبير نفسي لـ«الشرق الأوسط»: إعلان عقوبات الحكام تهدد مصيرهم التحكيمي

  • 2/27/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

عبر الدكتور صلاح السقا، أستاذ مشارك في علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود في الرياض، عن رفضه الإعلان عن عقوبة الحكم عبر وسائل الإعلام مهما كانت الظروف كونها تهدد مستقبله في المجال التحكيمي. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن نفرق بين تعديل السلوك وبين إنهاء مهنة الحكم ونحن ندرك تماما أن الأخطاء التحكيمية موجودة، ولكن معظم هذه الأخطاء تعتبر من الأخطاء الإنسانية غير المقصودة والتي يفترض ألا تعلن عقوبتها». وتابع: «الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم، ولكن للأسف هذه المعلومة غيبت عن الكثير وبالتحديد المجتمع الرياضي الذي يحتاج إلى إعادة ثقته بالحكم السعودي الذي تمارس عليه الضغوط بشكل مستمر بدليل الانتقادات والهجوم الذي نطالعه بين الحين والآخر فالحكم إذا دخل الملعب بنية عدم الخطأ نجده في معظم الأوقات يقع في الخطأ مما يؤثر عليه من الناحية الانفعالية وتسبب له قلقا وضغوطا وتفكيرا سلبيا مما تتسبب في هز ثقته ويقلل من أدائه وتركيزه بسبب التوتر والضغوط». وأضاف: «بحكم عملي في جامعة الملك سعود كأستاذ مشارك في علم النفس الرياضي دائما أحرص على إيصال المعلومة لطلابي من أجل ترسيخ مفهوم أي مهنة يعمل فيها، سواء في مجال التحكيم أو مجال التدريب أو أي مهنة أخرى، فلا بد أن تكون واضحا في كل ما يتعلق بمهنتك وما يصاحبها من مشكلات وضغوط، وكما هو معروف أن مهنة التحكيم دائما ما يتعرض صاحبها إلى الانتقادات والضغوط ومن الصعب إسكات أو منع رئيس النادي أو الإداري أو اللاعب أو الناقد التي هي من تضع هذه الضغوط في معظم الأحيان ولا بد أن يعرف الحكم أنه مأكول مذموم، ولكن في نفس الوقت يعرف كيف يستطيع التعامل مع هذه الأمور وقدرته على اتخاذ القرار». وقال: «إن التهديدات والانتقادات والهجوم الذي يتعرض له الحكام يجب عليهم ألا يتأثروا في مثل هذه الأمور ويتركونها لأصحاب الشأن ولجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم هي الجهة المخولة في اتخاذ العقوبات على كل شخص يسيء للتحكيم والحكام، وأرى أن الحكم في حال أنه تأثر ستحدث مشكلة ستؤثر عليه بشكل سلبي في مشواره التحكيمي فكما هو معروف أن اللاعب أو الإداري أو المدرب دائما ما يتعرض للنقد والسب والشتم، ولكن الأهم في ذلك كيفية التعامل في هذا الجانب وأيضا على الحكم ألا يفاجأ مهما كانت الظروف وعلينا أن نتعايش مع الحدث وهو جزء من الحياة المعنونة في قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)». وبين السقا أن الحكام ليسوا بحاجة إلى أخصائي نفسي، وكما ذكرت أن كل مهنة فيها الضغوطات وأنت تتعامل مع عدد من فئات المجتمع وكل شخص يختلف سلوكه عن الآخر ونعود إلى موضوع القوانين والأنظمة فهي من تستطيع الحد من خطورة ممارسة الضغوط على الحكام وفق اللوائح والأنظمة التي وضعت والتي هي موجودة في كل دول العالم ولو رجعنا للكتب التي تناقش معظم الحالات التحكيمية نجد أن 50 في المائة مقبولة وغير مقبولة وعلى سبيل المثال حكم يحتسب ضربة جزء أنت ترى أنها صحيحة، وأنا أرى أنها غير صحيحة، ولكن يأتي حكم يحتسب قرار خاطئ يتفق الجميع أنه غير صحيح فهنا تكمن المشكلة، ولكن لا بد أن نحسن النية أن معظم الأخطاء التحكيمية أخطاء إنسانية يقع فيها أي إنسان وعندما يمارس الضغط في مثل هذه الحالات قد تشكل على الحكم جزءا من الخوف أو الشك في اتخاذ القرارات التي قد تؤثر عليه مستقبلا.

مشاركة :