استقال مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذي لفولكس فاغن أمس (الأربعاء) آخذاً على عاتقه المسئولية عن الغش الذي لجأ إليه عملاق صناعة السيارات الألماني في اختبارات الانبعاثات في الولايات المتحدة. وقال فينتركورن في بيان: «فولكس فاغن تحتاج إلى بداية جديدة، وباستقالتي فإنني أفسح الطريق أمام هذه البداية الجديدة».استقالة رئيس «فولكس فاغن» بعد فضيحة المحركات المغشوشة فولسفبورغ (ألمانيا) - وكالات استقال الرئيس التنفيذي لفولكس فاغن مارتن فينتركورن أمس (الأربعاء) آخذاً على عاتقه المسئولية عن الغش الذي لجأ إليه عملاق صناعة السيارات الألماني في اختبارات الانبعاثات في الولايات المتحدة. وقال فينتركورن في بيان «فولكس فاغن تحتاج إلى بداية جديدة... أيضاً فيما يتعلق بالعاملين. باستقالتي فإنني أفسح الطريق أمام هذه البداية الجديدة». وكانت فضيحة محركات الديزل لـ «فولكس فاغن» اتخذت الثلثاء بعداً غير مسبوق بعد اعتراف المجموعة الألمانية العملاقة بأن 11 مليوناً من سياراتها في العالم مزودة ببرنامج معلوماتي للغش في اختبارات مكافحة التلوث كشف في الولايات المتحدة. وقد فتحت تحقيقات في عدد من دول العالم. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن هيئة مصغرة ونافذة في مجلس مراقبة المجموعة اجتمعت صباح الأربعاء في مقر «فولكس فاغن» في فولفسبورغ شمال ألمانيا بحضور فينتركورن لمناقشة القضية. لكن المجموعة مازالت تلتزم الصمت.وتجمع عدد كبير من الصحافيين في محيط مقر «فولكس فاغن»، كما ذكر مصور لوكالة فرانس برس في المكان. وتضم رئاسة هذا المجلس خمسة أعضاء هم الأكثر نفوذاً في هيئة المراقبة. وما سيقررونه الأربعاء يمكن أن يقره المجلس بكامله الذي سيعقد الجمعة اجتماعاً مقرراً منذ فترة طويلة. وقد بات بقاء أو عدم بقاء فينتركورن على رأس المجموعة مطروحاً علناً في ألمانيا. وكان فينتركورن (68 عاماً) الذي يترأس المجموعة منذ 2007 قدم الثلثاء «اعتذاراته العميقة» ووعد بكشف ملابسات هذه القضية التي تهز «فولكس فاغن» وكل قطاع السيارات الأوروبي منذ الجمعة الماضي. وأكد أنه «لا يملك كل الأجوبة» عن الأسئلة المطروحة في هذه المرحلة. ويرى عدد كبير من المساهمين أن موقف فيتركورن ضعيف. وخلال يومين تبخرت نحو 25 مليار يورو من رأس المال في البورصة بسبب انخفاض سعر السهم بنسبة 35 في المئة. وبدا سعر سهم «فولكس فاغن» متقلباً الأربعاء إذ إنه سجل ارتفاعاً كبيراً بلغت نسبته 4 في المئة عند الساعة 8:50 بعد تراجع في بداية الجلسة. وقالت ناطقة باسم هيئة مراقبة أسواق المال الألمانية لوكالة فرانس برس إن هذه الهيئة تدرس تقلبات الأسهم التي سجلت مطلع الأسبوع في معاينة روتينية أولى. وكرر المسئولون في ألمانيا الدعوات التي أطلقتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لـ «فولكس فاغن» إلى اعتماد «الشفافية الكاملة». وعبر رئيس اتحاد غرف التجارة في ألمانيا مارتن فانسليبين عن أسفه لهذه «الضربة» التي وجهت إلى كل قطاع الصناعة الألماني، بينما رأى محللون اقتصاديون أن الفضيحة قد يكون لها أثر سلبي على إجمالي الناتج الداخلي لأول اقتصاد أوروبي. و«فولكس فاغن» هي درة قطاع انتاج السيارات في ألمانيا برقم أعمالها البالغ 200 مليار يورو (في 2014) وعدد موظفيها البالغ 600 ألف في العالم وأنواع الشاحنات والسيارات الـ12 التي تنتجها. وقد تقدمت هذه المجموعة مؤخراً على اليابانية تويوتا في المبيعات العالمية. أما لائحة الدول التي تحقق في السيارات التي تعمل بمحركات الديزل فتطول. فإلى جانب الولايات المتحدة التي كانت مركز هذا الزلزال وفتح تحقيق جزائي وآخر لوزارة العدل في نيويورك فيها، بدأت كوريا الجنوبية وفرنسا وإيطاليا تحقيقات بينما طالبت بريطانيا بتحقيق للمفوضية الأوروبية. وشكلت الحكومة الألمانية لجنة خبراء ستزور فولفسبورغ هذا الأسبوع. وفي هذه المدينة التي ترتبط الحياة فيها بـ «فولكس فاغن» - التي يعمل فيها 73 ألفاً من سكان المدينة البالغ عددهم 120 ألف نسمة - سادت أجواء من الكآبة.
مشاركة :