أوضح ذلك الباحث الشرعي في البحوث الشرعية الفلكية، المشارك في حساب الأهلة وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية، أ.ماجد ممدوح الرخيص يرى ولله الحمد التقدم الواضح في، حساب الأمة للأهلة، منذ ثلاث سنوات مضت من حيث الدقة والانسجام والتوافق الحسابي وتفهم الدليل الشرعي بين دول الجوار بشكل عام، وهذه الأمور هي من مبشرات الخير للأمة، لأنه مهما حصل من أخطأ حسابية مسبقة بدخول الأهلة، لا يكون عائقاً للاتفاق، بل لابد أن نتخطى هذه الأخطاء الطبيعية ، ونجعلها بدايات اتفاق ولا نجعلها عقبات، لتستعيد الأمة السير على خطوات ثابتة، لكي تزرع للأجيال القادمه بذور الود والتفاهم، في تحقيق القواعد العلمية الصحيحة في حساب الأهلة، وإن دور علماء الأمة لا يقف عند الوصول إلى الصواب فقط، بل السعي إلى الأفضل دائماً بالتجديد والتطوير الممكن الغير متعارض مع قواعد الشرع المطهر. وعلى ضوئه ، أوجز قواعد شرعية لتحديد دخول الأهلة، تتلخص بعدم توسيع دائرة الاجتهاد عند البدء بحساب بدايات الشهور الذي يعد هو العمود الفقري للحساب الذي رسمه النبي ﷺ للأمة: في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين “. علماً بأن هذا الحساب يكون بحال من لا يعرف ولا يتقن الحساب، أما من يعرف ويتقن الحساب كالوضع الحالي الذي نعيشه بتطور العلم الفلكي ودقته، فإن الحجة تقع علينا، ولا يجوز الاجتهاد الخاطئ بإكمال شهر غير تام بحجة التحري لهلال رمضان لأن ذلك هو تلاعب بحساب الأمة وينعكس على دخول خاطئ لعبادات عظيمة كالصيام الذي هو أحد أركان الإسلام، ولا يقف عنده بل ينتقل أيضاً إلى دخول شهر ذي الحجة،وتتوسع دائرة الخطأ إلى مالا يحمد عقباه. عليك يا أخي المجتهد بأن لا تقم بتوسيع دائرة الاجتهاد، بشئ سكت عنه أفضل الخلق وأكملهم علماً وإيماناً، لأنك حتماً لا محالة ستقع بالخطأ، لتجنبك النص الشرعي، وستكون قد فرضت على الأمة رؤية هلال ثالث لم يفرضه النبي ﷺ عليها بل اكتفى بالأمر برؤية هلالين فقط، هما: ١- هلال رمضان “للصيام” ٢- هلال شوال “للفطر” فما دام أن القمر قد أنهى دورته ومنازله في الشهر وبدأ دورته للشهر الجديد ، يجب الأخذ بهذا الحساب لأنه صواباً، كشهر رجب الذي دائماً يحصل فيه الخلاف وسائر الشهور، التي تكون في وعاء السنة، لأنها لم تعارض ضابط حساب الشهور، الذي رسمه، النبي ﷺ في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين “. رواه البخاري ( 1814 ) ومسلم ( 1080، مع أنه كان الحساب في زمنه ﷺ الاجتهاد حسب ماهو ممكن كما ذكر بالحديث السابق، والعلة هي بأن العرب لا تجيد علم حساب الأهلة، أما في زمننا الحاضر لما أمتن الله على أمته بالعلم الحديث المتناهي بالدقة بإدخال شهور السنة، فهذه من النعم التي يجب علينا أن نشكر الله عليها، ولا ننكر ونكفر بهذه النعمة بأن نجعل أنفسنا لا نعلم حساب عدة الشهور، فنتم عدة الشهر الغير تام، وننقص الشهر التام، من غير دليل شرعي ولا فلكي، ثم نوقع الأمة بحرج في رمضان والفطر . وأختم موضوعي بهذه القواعد لتصحيح المفاهيم الخاطئة في حساب الأهلة: ١- يجب الضبط الصحيح لجميع شهور السنة بالحساب الفلكي، ماعدا ماهو مشروط دخوله بالرؤية البصرية : وهما هلالي ومضان والفطر، على وجه مخصوص في زمن مخصوص ٢- إكمال عدة الشهر عند عدم رؤية الهلال في نهاية شهري شعبان ورمضان، لأن اشتراط الرؤية البصرية أمر شرعي لهلالي، رمضان والفطر، أو الإتمام في حالة عدم الرؤية، وقد تضمن ذلك قوله ﷺ”لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلالَ ، ولا تُفْطِروا حتى تَرَوْهُ ، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا له الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، ويوجد أدلة كثيرة في صلب الموضوع لم أذكرها. ٣- لايوجد حرج في الشرع بأن الجار يهتدي برؤية جاره للهلال مادامت الظروف متماثلة ولا تتعدى عنده، منتصف الليل كحد أقصى ليتم إعلان دخول شهر رمضان أو دخول شهر الفطر . ٤- لايوجد مانع شرعي من الاجتهاد بمراقبة الأهلة – لا التحري، في جميع شهور السنة، وهذا من الأمور المحمودة، التي تعين ولا تعيق. والله أعلم وأحكم.،، للاستزادة الرجوع للرابط – “مدونتي الفلكية” : https://www.majedalrakess.com/2021/03/blog-post_30.html?m=1#more
مشاركة :